تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ تَزۡرَعُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلزَّـٰرِعُونَ} (64)

{ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } أي : أأنتم أخرجتموه نباتا من الأرض ؟ أم أنتم الذين نميتموه ؟ أم أنتم الذين أخرجتم سنبله وثمره حتى صار حبا حصيدا وثمرا نضيجا ؟ أم الله الذي انفرد بذلك وحده ، وأنعم به عليكم ؟ وأنتم غاية ما تفعلون أن تحرثوا الأرض وتشقوها وتلقوا فيها البذر ، ثم بعد ذلك لا علم عندكم بما يكون بعد ذلك ، ولا قدرة لكم على أكثر من ذلك ومع ذلك ، فنبههم على أن ذلك الحرث معرض للأخطار لولا حفظ الله وإبقاؤه لكم بلغة ومتاعا إلى حين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ءَأَنتُمۡ تَزۡرَعُونَهُۥٓ أَمۡ نَحۡنُ ٱلزَّـٰرِعُونَ} (64)

قوله : { أأنتم تزرعونه } يعني أأنتم الذين تنبتون الزرع ليخرج في الأرض ناميا قائما على ساقه بعد أن كان صنفا من الحب اليابس { أم نحن الزارعون } يعني أم نحن المنبتون ، إذ نخرج الزرع من الحبة اليابسة الملقاة في الأرض المشقوقة بالحراثة ، فأنتم لا تستطيعون غير إلقاء البذار في الأرض ولا تملكون بعد ذلك إنبات الحبة فتكون زرعا ناميا مخضرا ، وإنما منوط بقدرة الله فهوالذي ينبت الزرع . وفي هذا روي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولن أحدكم : زرعت ولكن قل : حرثت " .