قال أبو هريرة : ألم تسمعوا قول الله تعالى : { أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزارعون }{[54982]} .
قال القرطبي{[54983]} : «والمستحبّ لكل من زرع أن يقرأ بعد الاستعاذة : { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } الآية ، ثم تقول : بل الله هو الزارع ، والمنبت والمبلغ ، اللهم صل على محمد ، وارزقنا ثمره ، وجَنِّبْنا ضرره ، واجعلنا لأنعمك من الشَّاكرين ، ويقال : إنَّ هذا القول أمان لذلك الزَّرع من جميع الآفات : الدُّود والجراد وغير ذلك ، سمعناه من ثقة وجرَّبناه فوجدناه كذلك » .
فإن قيل : إذا كان الزَّارع هو الله ، فكيف قال تعالى : { يُعْجِبُ الزُّرّاع } [ الفتح : 29 ] .
وقال عليه الصلاة والسلام : «الزَّرْعُ للزُّراع »{[54984]}
فالجواب{[54985]} : أن الحرث أوائل الزَّرع ، والزرع أواخر الحرث ، فيجوز إطلاق أحدهما على الآخر لاتِّصاله به .
ومعنى : «أأنْتُمْ تزرَعُونَهُ » ، تجعلونه ، وقد يقال : فلان زَرَّاع كما يقال : حرَّاث أي : يفعل ما يؤول إلى أن يصير زَرْعاً ، وقد يطلق لفظ الزَّرْع على بَذْر الأرض وتكريبها تجوزاً .
قال القرطبي{[54986]} : «وهذا نهي إرشاد وأدب ، لا حظر وإيجاب » .
ومنه قوله عليه الصلاة والسلام : «لا يَقُولنَّ أحدُكم : عَبْدِي وأمَتِي ، وليقُلْ : غُلامِي وجَاريَتِي وفَتَايَ وفَتَاتِي »{[54987]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.