تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِيهِنَّ خَيۡرَٰتٌ حِسَانٞ} (70)

{ فِيهِنَّ } أي : في الجنات كلها { خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } أي : خيرات الأخلاق حسان الأوجه ، فجمعن بين جمال الظاهر والباطن ، وحسن الخلق والخلق .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فِيهِنَّ خَيۡرَٰتٌ حِسَانٞ} (70)

{ خيرات } جمع خيرة ، وهي أفضل النساء ، ومنه قول الشاعر [ أنشده الطبري ] : [ الكامل ]

ولقد طعنت مجامع الربلات ربلات هند خيرة الملكات{[10854]}

وقالت أم سلمة : قلت يا رسول الله : أخبرني عن قوله تعالى : { خيرات حسان } قال : «{ خيرات } الأخلاق { حسان } الوجوه »{[10855]} .

وقرأ أبو بكر بن حبيب السهمي : «خيِّرات حسان » بشد الياء المكسورة . وقرأ أبو عمرو بفتح الياء .


[10854]:أنشد أبو عبيدة هذا البيت لرجل من بني عدي تيم جاهلي، وهو في الصحاح والتاج واللسان، والربلات: جمع ربلة ورَبَلة-بسكون الباء وفتحها- وهي ما حول الضرع والحياء من باطن الفخذ، ومجامع الشيء: أصوله ومكان اجتماعها، يفخر بما فعله مع هند هذه ويصفها بأنها خير الملكات. والشاهد هو وصف المرأة بأنها خيرة، يقال: فلانة الخيرة من المرأتين، أي الأفضل، ويقال: رجل خير وخيِّر، وامرأة خيرة وخيِّرة، والجمع أخيار وخِيار، قال تعالى:{أولئك لهم الخيرات} أي الفاضلات من كل شيء.
[10855]:هذا جزء من حديث ذكره السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه ابن جرير، والطبراني، وابن مردويه، عن أم سلمة، قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله:{حور عين}، قال: حور: بيض، عين: ضخام العيون، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر- وفي لفظ لابن مردويه- شُفر الجفون بمنزلة جناح النسر، قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله:{كأنهن بيض مكنون}، قال: رقتهن كرقة الجلدة التي في داخل البيضة مما يلي القشر، قلت: يا رسول الله فأخبرني عن قول الله:{كأمثال اللؤلؤ المكنون}، قال: صفاؤهن كصفاء الدر في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي، قلت: يا رسول الله فأخبرني عن قول الله:{فيهن خيرات حسان}، قال: خيرات الأخلاق حسان الوجوه...الحديث(و(شفر العين)-بالضم- هو ما نبت عليه الشعر.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فِيهِنَّ خَيۡرَٰتٌ حِسَانٞ} (70)

ضمير { فيهن } عائد إلى الجنات الأربع الجنتين الأوليين والجنتين اللتين من دونهما فيجوز أن يكون لصاحب الجنتين الأُوَلَيْن جنتان أخريان فصارت له أربع جنات . ويجوز أن يكون توزيعاً على من خافوا ربهم كما تقدم .

و { وخيرات } صفة لمحذوف يناسب صيغة الوصف ، أي نساء خَيْرات ، وخيرات مخفف من خيرات بتشديد الياء مؤنث خيّر وهو المختص بأن صفته الخير ضد الشر . وخفف في الآية طلباً لخفة اللفظ مع السلامة من اللبس بما أتبع به من وصف { حسان } الذي هو جمع حسناء كما خفف هين ولين في قول الشاعر :

هَيْنُون لَيْنُون

ومعنى { خيرات } أنهن فاضلات النفس كرائم الأخلاق .

ومعنى حِسان : أنهم حسان الخَلْق ، أي صفات الذوات .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فِيهِنَّ خَيۡرَٰتٌ حِسَانٞ} (70)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم قال:و {فيهن} يعني في الجنان الأربع {خيرات حسان} يعني خيرات الأخلاق حسان الوجوه...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فِيهِنّ خَيْرَاتٌ حِسانٌ "يقول تعالى ذكره: في هذه الجنان الأربع اللواتي اثنتان منهنّ لمن يخاف مقام ربه، والأُخريان منهنّ من دونهما المدهامتان خيرات الأخلاق، حِسان الوجوه...

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثنا محمد بن الفرج الصّدَفيّ الدمياطي عن عمرو بن هاشم، عن ابن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أمه، عن أمّ سلمة قالت قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله: فِيهِنّ خَيْرَاتٌ حِسانٌ قال: «خَيْرَاتُ الأخْلاقِ، حِسانُ الوُجُوهِ».

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} يعني الجنات الأربع، وفي الخيرات قراءتان؛

إحداهما بالتخفيف، وفي المراد بها قولان: أحدهما: الخير والنعم المستحسنة. الثاني: خيرات الفواكه والثمار، وحسان في المناظر والألوان.

والقراءة الثانية بالتشديد. وفي المراد بها قولان: أحدهما: مختارات. الثاني: ذوات الخير وفيهن قولان: أحدهما: أنهن الحور المنشآت في الآخرة. الثاني: أنهن النساء المؤمنات الفاضلات من أهل الدنيا.

وفي تسميتهن خيرات أربعة أوجه:

أحدها: لأنهن خيرات الأخلاق حسان الوجوه...

الثاني: لأنهن عذارى أبكار...

الثالث: لأنهن مختارات.

الرابع: لأنهن خيرات صالحات...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وإنما قيل للمرأة في الجنة: خيرة، لأنها مما ينبغي أن تختار لفضلها في أخلاقها وأفعالها، وهي مع ذلك حسنة الصورة، فقد جمعت الأحوال التي تجل بها النعمة.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{خيرات} جمع خيرة، وهي أفضل النساء.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

أي في باطنهن الخير وفي ظاهرهن الحسن...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

(خيرات حسان)...والخلاصة أنّ جميع صفات الخير والجمال التي يجب أن تكون في الزوجة الصالحة موجودة فيهنّ، وهذه الصفات إشارة للصفات العالية التي يجب أن تكون في نساء هذه الدنيا ويجسّدن الأسوة بذلك لجميع الناس والقرآن الكريم يعبّر عنهنّ باختصار رائع أنهنّ (خيرات حسان).