فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فِيهِنَّ خَيۡرَٰتٌ حِسَانٞ} (70)

{ فيهن خيرات حسان } قرأ الجمهور خيرات بالتخفيف وقرئ بالتشديد ، فعلى الأولى هي جمع خيرة بزنة فعلة بسكون العين يقال : امرأة خيرة وأخرى شرة ، أو جمع خيرة مخففة خيرة ، وعلى الثانية جمع بالتشديد . قال الواحدي قال المفسرون : الخيرات النساء خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه قيل : وهذه الصفة عائدة إلى الجهات الأربع ، ولا وجه لهذا ، فإنه قد وصف نساء الجنتين الأوليين بأنهن قاصرات الطرف ، كأنهن الياقوت والمرجان وبين الصفتين بون بعيد .

" عن ابن مسعود في الآية قال : لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة ، ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها من الله كل يوم تحفة وكرامة وهدية ، لم يكن قبل ذلك لا مراحات ولا طماحات ، ولا بخرات ولا دفرات ، حور عين كأنهن بيض مكنون ، وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عنه مرفوعا .

واختلف أيهما أكثر حسنا ؟ وأبهى جمالا ؟ هل الحور أو الآدميات ؟ فقيل : الحور ، لما ذكر من وصفهن في القرآن والسنة .

" كقوله عليه السلام في دعائه على الميت في الجنازة : وأبدله زوجا خيرا من زوجه " وقيل الآدميات أفضل من الحور العين بسبعين ألف ضعف وروي مرفوعا وقيل : إن الحور العين المذكورات في القرآن هن المؤمنات من أزواج الأنبياء والمؤمنين يخلقن في الآخرة على أحسن صورة ، قاله الحسن ، وفيه بعد بعيد ، والمشهور أن الحور العين لسن من نساء أهل الدنيا ، وإنما هن مخلوقات في الجنة ، لأن الله قال : { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } ، وأكثر نساء أهل الدنيا مطموثات " ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أقل ساكني الجنة النساء فلا يصيب كل واحد منهم امرأة " ووعد الحور العين لجماعتهم ، فثبت أنهن من غير نساء الدنيا ذكره القرطبي .