قوله تعالى : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } .
أحدهما : أنه جمع «خَيْرة » من الخير ، بزنة «فعْلة » - بسكون العين - يقال : «امرأة خَيْرة وأخرى شَرّة » .
والثاني : أنه جمع «خيرة » المخفف من «خَيِّرة » ، ويدل على ذلك قراءة ابن مقسم والنهدي ، وبكر بن حبيب{[54612]} : «خيّرات » بتشديد الياء .
قال القرطبي{[54613]} : «وهي قراءة قتادة ، وابن السميفع ، وأبي رجاء العطاردي » .
وقرأ أبو عمرو{[54614]} : «خَيَرَات » بفتح الياء ، جمع «خَيَرة » ، وهي شاذة ؛ لأن العين معلة ، إلا أن بني «هُذَيل » تعامله معاملة الصحيح ، فيقولون : «حورات وبيضات »{[54615]} .
أخُو بَيَضَاتٍ رَائِحٌ مُتَأوِّبٌ *** رَفِيقٌ بِمَسْحِ المَنْكِبَيْنِ سَبُوحُ{[54616]}
قال المفسرون : «الخيرات الحسان » يعني النِّساء ، الواحدة «خيرة » على معنى «ذوات خير » .
وقيل : «خيرات » بمعنى «خيِّرات » ، فخفف ك «هَيِّن وليِّن » .
روى الحسن عن أمّه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : «قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أخبرني عن قوله : «خَيْراتٌ حِسَان » قال : «خَيراتُ الأخلاقِ حسانُ الوُجوهِ »{[54617]} .
وقال أبو صالح : لأنَّهُنَّ عَذَارى أبْكَارٌ .
وقال الحكيم الترمذي : ف «الخيرات » ، ما اختارهنّ الله فأبدع خلقهنّ باختياره ، فاختيار الله لا يشبه اختيار الآدميين ، ثم قال : «حِسَانٌ » فوصفهن بالحسن ؛ فإذا وصف الله خالق الحسن شباباً بالحسن ، فانظر ما هناك .
وقال ابن الخطيب{[54618]} : «في باطنهن الخير ، وفي ظاهرهنّ الحسن » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.