تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (12)

{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ } أي : يقوم الناس لرب العالمين ويردون القيامة عيانا ، يومئذ { يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ } أي : ييأسون من كل خير . وذلك أنهم ما قدموا لذلك اليوم إلا الإجرام وهي الذنوب ، من كفر وشرك ومعاصي ، فلما قدموا أسباب العقاب ولم يخلطوها بشيء من أسباب الثواب ، أيسوا وأبلسوا وأفلسوا وضل عنهم ما كانوا يفترونه ، من نفع شركائهم وأنهم يشفعون لهم ، ولهذا قال : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (12)

وقوله { ويوم } منصوب ب { يبلس } ، والإبلاس الكون في شر مع اليأس من الخير في ذلك الشر بعينه ، فإبلاسهم هو في عذاب الله تعالى ، وقرأ عامة القراء بكسر اللام ، وقرأ أبو عبد الرحمن{[9284]} وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بفتحها ، وأبلس الربع إذا بلي وكأنه يئس من العمارة ومنه قول العجاج :

يا صاح هل تعرف رسماً مكرسا . . . قال نعم أعرفه وأبلسا{[9285]}


[9284]:هو أبو عبد الرحمن السلمي.
[9285]:البيتان من مشطور الرجز للعجاج، وهما في الديوان، ولسان العرب، و(معاني القرآن) للفراء، (ومجاز القرآن) لأبي عبيدة، والقرطبي، والطبري، قال في (اللسان- بلس): "المبلس: اليائس، ولذلك قيل للذي يسكت عند انقطاع حجته ولا يكون عنده جواب: قد أبلس، ثم ذكر البيت الثاني". وقال الفراء: {يبلس المجرمون} ييأسون من كل خيرن وينقطع كلامهم وحججهم. قال الشاعر...". ومكرس: اسم مفعول، وهو الذي قد بعرت فيه الإبل وبولت، فركب بعضه بعضا، ويكون اسم فاعل أيضا (كما قال أبو عبيدة) بنفس المعنى.