تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَنَادَوۡاْ صَاحِبَهُمۡ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ} (29)

{ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ } الذي باشر عقرها ، الذي هو أشقى القبيلة { فَتَعَاطَى } أي : انقاد لما أمروه به من عقرها { فَعَقَرَ }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَنَادَوۡاْ صَاحِبَهُمۡ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ} (29)

و : { صاحبهم } هو قدار بن سالف ، وبسببه سمي الجزار القدار لشبه في الفعل ، قال الشاعر [ عدي بن ربيعة ] : [ الكامل ]

إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم . . . ضرب القدار نقيعة القدام{[10786]}

وقد تقدم شرح أمر قدار بن سالف . و : «تعاطى » مطاوع عاطى ، فكأن هذه الفعلة تدافعها الناس وأعطاها بعضهم بعضاً ، فتعاطاها هو وتناول العقر بيده ، قاله ابن عباس ، ويقال للرجل الذي يدخل نفسه في تحمل الأمور الثقال متعاط على الوجه الذي ذكرناه ، والأصل عطا يعطو ، إذا تناول ، ثم يقال : عاطى ، وهو كما تقول : جرى وجارى وتجارى وهذا كثير ، ويروى أنه كان مع شرب وهم التسعة الرهط ، فاحتاجوا ماء فلم يجدوه بسبب ورد الناقة ، فحمله أصحابه على عقرها .

ويروى أن ملأ القبيل اجتمع على أن يعقرها ، ورويت أسباب غير هذين ، وقد تقدم ذلك .


[10786]:هذا البيت للمهلهل، والقُدار في الأصل: الطباخ، وقد يقال للجزار، قال في اللسان:"وفي حديث عُمير مولى آبي اللحم: أمرني مولاي أن أقدر لحما، أي: أطبخ قدرا من لحم"، والبيت في اللسان، والرواية فيه:"لنضرب بالصوارم هامها"، والنقيعة: ما يذبح للضيافة، أو طعام الرجل ليلة عرسه، أو ما ينحر من النهب قبل القسمة، والقُدّام: جمع قادم، وقيل: هو الملك. يقول: إنا لنضرب بالسيوف رءوس أعدائنا كما يضرب الطباخ أو الجزار اللحم الذذي يقدم في الطعام للضيوف، والشاهد أن القُدار بمعنى: الجزار.