تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

فإن سمحت نفسه ببعض الشيء ، القليل ، فإنه لا يستمر عليه ، بل يبخل ويكدى ويمنع .

فإن المعروف ليس سجية له وطبيعة{[906]}  بل طبعه التولي عن الطاعة ، وعدم الثبوت على فعل المعروف ، ومع هذا ، فهو يزكي نفسه ، وينزلها غير منزلتها التي أنزلها الله بها .


[906]:- في ب: فإن الإحسان ليس سجية له وطبعا.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

{ وأعطى قليلا وأكدى } وقطع العطاء من قولهم أكدى الحافر إذا بلغ الكدية وهي الصخرة الصلبة فترك الحفر . والأكثر على أنها نزلت في الوليد بن المغيرة وكان يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعيره بعض المشركين وقال : تركت دين الأشياخ وضللتهم قال أخشى عذاب الله تعالى فضمن أن يتحمل عنه العقاب إن أعطاه بعض ماله فارتد وأعطى بعض المشروط ثم بخل بالباقي .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ} (34)

فقوله : { وأعطى قليلاً وأكدى } -على هذا القول- هو في المال ، وقال مقاتل بن حيان في كتاب الثعلبي المعنى : وأعطى من نفسه قليلاً من قربه من الإيمان ثم { أكدى } أي انقطع ما أعطى ، وهذا بين من اللفظ ، والآخر يحتاج إلى رواية . و : { تولى } معناه : أدبر وأعرض ومعناه عن أمر الله . { وأكدى } معناه : انقطع عطاؤه وهو مشبه بالحافر في الأرض ، فإذا انتهى إلى كدية ، وهي ما صلب من الأرض وقف وانقطع حفره ، وكذلك أجبل الحافر إذ انتهى إلى جبل ، ثم قيل لمن انقطع عمله : أكدى وأجبل .