تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠} (67)

{ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا } وقلدناهم على ضلالهم ، { فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ }

كقوله تعالى { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بعد إذ جاءني } الآية .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠} (67)

{ وقالوا } لما لم ينفعهم شيء متبردين{[56127]} من الدعاء على من أضلهم{[56128]} بما لا يبرىء عليلاً{[56129]} ولا يشفي غليلاً : { ربنا } أي أيها المحسن إلينا ، وأسقطوا أداة النداء على عادة أهل الخصوص بالحضرة{[56130]} زياة في الترقق بإظهار أنه لا واسطة لهم إلا ذلهم وانكسارهم الذي عهد في الدنيا أنه الموجب الأعظم لإقبال الله على عبده كما أن المثبت لأداة البعد بقوله : " يا الله " مشير{[56131]} إلى سفول منزلته وبعده بكثرة ذنوبه وغفلته تواضعاً منه لربه لعله يرفع ذلك البعد عنه{[56132]} .

ولما كانوا يظنون أن{[56133]} أتباعهم للكبراء غير ضلال ، فبان لهم خلاف ذلك ، أكدوا قولهم لذلك وللإعلام بأنهم بذلوا ما كان عندهم من الجهل فصاروا الآن على بصيرة من أمرهم : { إنا أطعنا سادتنا } وقرئ بالجمع بالألف{[56134]} والتاء جمعاً سالماً للجمع المكسر { وكبراءنا فأضلونا } أي فتسبب عن ذلك ، أنهم أضلونا بما{[56135]} كان لهم من نفوذ الكلمة { السبيلا * } كما هي عادة المخطىء في الإحالة على غيره بما لا ينفعه ، وقراءة من أثبت الألف{[56136]} مشيرة إلى أنه سبيل واسع جداً واضح ، وأنه{[56137]} مما يتلذذ بذكره ويجب تفخيمه .


[56127]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: مسترددين.
[56128]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: أحلهم ـ كذا.
[56129]:زيد من ظ وم ومد.
[56130]:زيدت الواو في الأصل، ولم تكن في ظ وم ومد فحذفناها.
[56131]:من م ومد، وفي الأصل وظ: مشيرا.
[56132]:سقط من ظ.
[56133]:زيد من ظ وم ومد.
[56134]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: والتاء ـ كذا.
[56135]:في مد: لما.
[56136]:راجع نثر المرجان 5/441.
[56137]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: إنما هو.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠} (67)

قوله : { وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ } يراد بالسادة والكبراء ، والرؤساء في الكفر ، والقادة في الضلال والباطل ، أولئك الذين كانوا أئمة للمجرمين الخاسرين ، إذ يقتدون بهم في الشرك والعصيان . وهو قوله : { فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ } أي اقتدينا بهم فأطعناهم فيما أمرونا به فأضلونا عن السبيل الحق وهو صراط الله المستقيم ودينه القويم ، يقولون ذلك معتذرين وقد أتى عليهم اليأس المطبق ، وأحاط بهم العذاب من كل مكان .