اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠} (67)

قوله : «سَادَتَنا » قرأ ابنُ عامر في آخرينَ بالجمع بالألف والتاء ، قال البغوي على جَمْع الجَمْع{[43987]} ، والباقون «سَادَتَنا » على أنه جمع تكسير غير مجموع بألف وتاء{[43988]} ، ثم «سادة » يجوز أن يكون جمعاً لسيّد ولكن لا ينقاس لأن «فيْعلاً »{[43989]} لا يجمع على «فَعَلَةٍ » وسادة فعلة ، إذ الأصل سَوَدَةٌ ، ويجوز أن يكون جمعاً لسائد نحو : فَاجِر وفَجَرَةٍ وكَافِر وكَفَرَةٍ ، وهو أقرب إلى القياس مما قبله ، وابن عامر جمع هذا ثانياً بالألف والتاء وهو غير مقيس أيضاً نحو : بُيُوتَات ، وجَمَالاَتٍ{[43990]} .

فصل :

لما بين أنه لا شفيع لهم يدفع عنهم العذاب بين أن بعض أعضائه أيضاً لا يدفع العذاب عن البعض بخلاف عذاب الدنيا فإن الإنسان يدفع عن وجهه الضربة اتِّقاءً بيده فإن من يقصد رأسه ووجهه يجعل يده جُنَّة لوجهه ووقاية له يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول في الدنيا فيندمون حيث لا تنفعهم الندامة

ثم يقولون { رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا } أي أطعنا السادة بدل طاعة الله وطاعة الرسول «فأَضَلُّونَا السَّبِيلاً » .


[43987]:انظر: معالم التنزيل له 5/277.
[43988]:قراءة ابن عامر غير قراءة سبعية متواترة وانظر: الإتحاف 356 والسبعة 523 ومعاني القرآن للفراء 2/50 والقرطبي 14/249.
[43989]:في "ب" (فعيل) وهو خطأ فالمقصود "فيعل" لأن سيد على وزن فيعل فالأصل سيْود.
[43990]:قاله شهاب الدين السمين في الدر 4/405.