تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ} (39)

{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } من الذم لك والتكذيب بما جئت به ، واشتغل عنهم واله بطاعة ربك وتسبيحه ، أول النهار وآخره ،

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ} (39)

وقوله : { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } يعني : المكذبين ، اصبر عليهم واهجرهم هجرًا جميلا { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } ، وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء ثنتين قبل طلوع الشمس في وقت الفجر ، وقبل الغروب في وقت العصر ، وقيام الليل كان واجبًا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته حولا ثم نسخ في حق الأمة وجوبه . ثم بعد ذلك نسخ الله ذلك كله ليلة الإسراء بخمس صلوات ، ولكن منهن {[27368]} صلاة الصبح والعصر ، فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب .

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم{[27369]} ، عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال : " أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر ، لا تضامون فيه ، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، فافعلوا " ثم قرأ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ }

ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة ، من حديث إسماعيل ، به {[27370]} .


[27368]:- (2) في أ: "بينهن".
[27369]:- (3) في أ: "حاتم".
[27370]:- (1) المسند (4/365) وصحيح البخاري برقم (4851) وصحيح مسلم برقم (633) وسنن أبي داود برقم (3729) وسنن الترمذي برقم (2551) والنسائي في السنن الكبرى برقم (11330) وسنن ابن ماجه برقم (117).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ} (39)

{ فاصبر على ما يقولون } ما يقول المشركون من إنكارهم البعث ، فإن من قدر على خلق العالم بلا عياء قدر على بعثهم والانتقام منهم ، أو ما يقول اليهود من الكفر والتشبيه . { وسبح بحمد ربك } ونزهه عن العجز عما يمكن والوصف بما يوجب التشبيه حامدا له على ما أنعم عليك من إصابة الحق وغيرها . { قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } يعني الفجر والعصر وقد عرفت فضيلة الوقتين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ} (39)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فاصبر على ما يقولون} لقولهم إن الله استراح يوم السابع {وسبح بحمد ربك} يقول: وصلِّ بأمر ربك {قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} يقول: صلى بالغداة والعشي، يعني صلاة الفجر والظهر والعصر...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فاصبر يا محمد على ما يقول هؤلاء اليهود، وما يفترون على الله، ويكذبون عليه، فإن الله لهم بالمِرصاد،" وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشّمْسِ "يقول: وصلّ بحمد ربك صلاة الصبح قبل طلوع الشمس وصلاة العصر قبل الغروب...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{بحمد ربك} أي بالثناء على ربك أي أثن عليه بما هو أهله وما يليق به...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ} الآية. وهذا وإن كان خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو عام له ولأمته...

وفي هذا التسبيح وجهان: أحدهما: أنه تسبيحه بالقول تنزيهاً قبل طلوع الشمس وقبل الغروب...

الثاني: أنها الصلاة...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم قال لنبيه (صلى الله عليه وآله)" فاصبر "يا محمد "على ما يقولون" من قولهم: هو ساحر، وكذاب، ومجنون، واحتمل ذلك حتى يأتي الله بالفرج "وسبح بحمد ربك" أي نزهه عما لا يليق به...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

إِنْ تَأذَّى سَمْعُكَ بما يقولون فيَّ من الأشياء التي يتقدَّس عنها نَعْتي فاصبِرْ على ما يقولون، واستروِحْ عن ذلك بتسبيحك لنا...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

... قال النظار من المفسرين قوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون} يراد به أهل الكتاب وغيرهم من الكفرة، وعم بذلك جميع الأقوال الزائغة من قريش وغيرهم... {وسبح} معناه: صل بإجماع من المتأولين. وقوله: {بحمد ربك} الباء للاقتران أي سبح سبحة 9 يكون معها حمد...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فاصبر على ما} أي جميع الذي {يقولون} أي الكفرة وغيرهم...

{وسبح} أي أوقع التنزيه عن كل شائبة نقص متلبساً {بحمد ربك} أي بإثبات الإحاطة بجميع صفات الكمال للسيد المدبر المحسن إليك بجميع هذه البراهين التي خصك بها تفضيلاً لك على جميع الخلق في جميع ما {قبل طلوع الشمس} بصلاة الصبح، وما يليق به من التسبيح غيرها {وقبل الغروب} بصلاة العصر والظهر كذلك فالعصر أصل لذلك الوقت والظهر تبع لها...

فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني 1250 هـ :

{فَاصْبِر عَلى مَا يَقُولُونَ} هذه تسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وأمر له بالصبر على ما يقوله المشركون: أي هوّن عليك، ولا تحزن لقولهم، وتلقّ ما يرد عليك منه بالصبر {وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشمس وَقَبْلَ الغروب} أي نزّه الله عما لا يليق بجنابه العالي ملتبساً بحمده وقت الفجر ووقت العصر،...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} من الذم لك والتكذيب بما جئت به، واشتغل عنهم واله بطاعة ربك وتسبيحه، أول النهار وآخره،...

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

{فاصبر على ما يقولون وسبح} أي فاصبر يا رسولنا على ما يقوله يهود وغيرهم من الكفر والباطل واستعن على ذلك أي على الصبر وهو صعب بالصلاة التسبيح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.