تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ هُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ يُفۡتَنُونَ} (13)

{ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ } أي : يعذبون بسبب ما انطووا عليه من خبث الباطن والظاهر ، ويقال [ لهم ] :

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَوۡمَ هُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ يُفۡتَنُونَ} (13)

قال ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وغير واحد : { يفتنون } : يعذبون [ قال مجاهد ] {[27408]} : كما يفتن الذهب على النار .

وقال جماعة آخرون كمجاهد أيضا ، وعكرمة ، وإبراهيم النَّخَعِي ، وزيد بن أسلم ، وسفيان الثوري : { يفتنون } : يحرقون .


[27408]:- (3) زيادة من م، أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَوۡمَ هُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ يُفۡتَنُونَ} (13)

وقوله : يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ يقول تعالى ذكره : يوم هم على نار جهنم يفتنون .

واختلف أهل التأويل في معنى قوله يُفْتَنُونَ في هذا الموضع ، فقال بعضهم : عنى به أنهم يعذّبون بالإحراق بالنار . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ يقول : يعذّبون .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : يَسأَلُونَ أيّانَ يَوْمُ الدّينِ يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ قال : فتنتهم أنهم سألوا عن يوم الدين وهم موقوفون على النار ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ فقالوا حين وقفوا : يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدّينِ ، وقال الله تبارك وتعالى هَذَا يَوْمُ الفَصْلِ الّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : يُفْتَنُونَ قال : كما يفتن الذهب في النار .

حدثني يعقوب ، قال : ثني هشيم ، قال : أخبرنا حصين ، عن عكرِمة ، في قوله : يَوْمَ هُمْ عَلى النّارِ يُفْتَنُونَ قال : يعذّبون في النار يحرقون فيها ، ألم تر أن الذهب إذا ألقي في النار قيل فتن .

حدثني سليمان بن عبد الجبار ، قال : حدثنا محمد بن الصلت ، قال : حدثنا أبو كدينة ، عن حصين ، عن عكرِمة يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ قال : يعذّبون .

حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مجاهد يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ يقول : يُنْضَجون بالنار .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن الحصين ، عن عكرِمة يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ قال : يحرقون .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ يقول : يحرقون .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ قال : يطبخون ، كما يفتن الذهب بالنار .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ قال : يحرقون بالنار .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ قال : يحرقون .

وقال آخرون : بل عنى بذلك أنهم يكذبون . ذكر من قال ذلك :

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ يقول : يطبخون ، ويقال أيضا يُفْتَنُونَ يكذّبون كل هذا يقال .

واختلف أهل العربية في وجه نصب اليوم في قوله : يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ فقال بعض نحويي البصرة : نصبت على الوقت والمعنى في أيّانَ يَوْمُ الدّينِ : أي متى يوم الدين ، فقيل لهم : في يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ ، لأن ذلك اليوم يوم طويل فيه الحساب ، وفيه فتنتهم على النار .

وقال بعض نحويي الكوفة : إنما نصبت يَوْمَ هُمْ لأنك أضفته إلى شيئين ، وإذا أضيف اليوم والليلة إلى اسم له فعل ، وارتفعا نصب اليوم ، وإن كان في موضع خفض أو رفع إذا أضيف إلى فَعَل أو يَفْعَلُ أو إذا كان كذلك ، ورفعه في موضع الرفع ، وخفضه في موضع الخفض يجوز : فلو قيل يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ فرفع يومُ ، لكان وجها ، ولم يقرأ به أحد من القرّاء .

وقال آخر منهم : إنها نصب يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ لأنه إضافة غير محضة فنصبّ ، والتأويل رفع ، ولو رفع لجاز لأنك تقول : متى يومك ؟ فتقول : يوم الخميس ، ويوم الجمعة ، والرفع الوجه ، لأنه اسم قابل اسما فهذا الوجه .

وأولى القولين بالصواب في تأويل قوله : يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ قول من قال : يعذّبون بالإحراق ، لأن الفتنة أصلها الاختبار ، وإنما يقال : فتنت الذهب بالنار : إذا طبختها بها لتعرف جودتها ، فكذلك قوله : يَوْمَ هُمْ على النّارِ يُفْتَنُونَ يحرقون بها كما يحرق الذهب بها ، وأما النصب في اليوم فلأنها إضافة غير محضة على ما وصفنا من قول قائل ذلك .