تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِيهَا كُتُبٞ قَيِّمَةٞ} (3)

ولهذا قال عنها : { فِيهَا } أي : في تلك الصحف { كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } أي : أخبار صادقة ، وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم ، فإذا جاءتهم هذه البينة ، فحينئذ يتبين طالب الحق ممن ليس له مقصد في طلبه ، فيهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فِيهَا كُتُبٞ قَيِّمَةٞ} (3)

{ فيها كتب قيمة } أي مستقيمة مستوية محكمة ، من قول العرب : قام يقوم إذا استوى وصح . وقال بعض أهل العلم : الصحف هي الكتب ، فكيف قال في صحف فيها كتب ؟ فالجواب : أن الكتب هنا بمعنى الأحكام ؛ قال اللّه عز وجل : { كتب الله لأغلبن }{[16259]} [ المجادلة :21 ] بمعنى حكم . وقال صلى اللّه عليه وسلم : ( واللّه لأقضين بينكما بكتاب اللّه ) ثم قضى بالرجم ، وليس ذكر الرجم مسطورا في الكتاب ، فالمعنى : لأقضين بينكما بحكم اللّه تعالى . وقال الشاعر :

وما الولاء بالبلاء{[16260]} فمِلْتُمُ *** وما ذاك قال الله إذ هو يَكْتُبُ

وقيل : الكتب القيمة هي القرآن ، فجعله كتبا لأنه يشتمل على أنواع من البيان .


[16259]:آية 21 سورة المجادلة.
[16260]:كذا في الأصل، ولم تقف على هذا البيت فيما لدينا من المراجع. ولعل صوابه: *ومال الولادة بالبلاء فملتم .... الخ.