فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فِيهَا كُتُبٞ قَيِّمَةٞ} (3)

وقوله : { فِيهَا كُتُبٌ قَيّمَةٌ } صفة ل { صحفاً } ، أو حال من ضميرها ، والمراد الآيات ، والأحكام المكتوبة فيها ، والقيمة المستقيمة المستوية المحكمة ، من قول العرب : قام الشيء : إذا استوى وصحّ . وقال صاحب النظم : الكتب بمعنى الحكم كقوله : { كَتَبَ الله لأغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي } [ المجادلة : 21 ] : أي حكم . وقوله صلى الله عليه وسلم في قصة العسيف : «لأقضين بينكما بكتاب الله » ثم قضى بالرجم ، وليس الرجم في كتاب الله ، فالمعنى : لأقضينّ بينكما بحكم الله ، وبهذا يندفع ما قيل : إن الصحف هي الكتب ، فكيف قال : { صُحُفاً مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيّمَةٌ } وقال الحسن : يعني : بالصحف المطهرة التي في السماء ، يعني في اللوح المحفوظ ، كما في قوله : { بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } [ البروج : 21 ، 22 ] .

/خ8