اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فِيهَا كُتُبٞ قَيِّمَةٞ} (3)

قوله : { فِيهَا كُتُبٌ } . يجوز أن تكون جملة صفة ل «صُحُفاً » ، أو حالاً من ضمير «مُطهَّرة » ، وأن يكون الوصف أو الحال الجار والمجرور فقط ، و «كتب » فاعل به ، وهو الأحسن ، والمراد بالكتب : الآيات المكتوبة في الصحف ، والقيمةُ : المستقيمة المحكمةُ ، من قول العرب : قام يقوم إذا استوى وصح .

وقال صاحب «النَّظم »{[60612]} : الكتب بمعنى الحكم ؛ لقوله تعالى : { لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ ورسلي } [ المجادلة : 21 ] ، ومنه حديث العسيف : «لأقضينَّ بَينكُمَا بِكتابِ اللهِ »{[60613]} ، ثم قضى بالرَّجْم ، وليس ذكر الرجم مسطُوراً في الكتاب .

وقيل : الكتب القيمة : هي القرآن ، سمي كتباً ، لأنه يشتمل على أنواع من البيان .


[60612]:ينظر: الفخر الرازي 32/41.
[60613]:أخرجه البخاري (12/185)، كتاب: الحدود، باب: الإمام يأمر رجلا فيضرب الحد غائبا حديث (6859، 6860)، ومسلم (3/1324)، كتاب: الحدود، باب: من اعترف على نفسه بالزنا حديث (25/1697، 1698)، من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني.