تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ} (28)

{ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ } الذي رباك بنعمته ، وأسدى عليك من إحسانه ما صرت به من أوليائه وأحبابه { رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } أي : راضية عن الله ، وعن ما أكرمها به من الثواب ، والله قد رضي عنها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ} (28)

وفي وسط الشد والوثاق ، الانطلاق والرخاء : " ارجعي إلى ربك " ارجعي إلى مصدرك بعد غربة الأرض وفرقة المهد . ارجعي إلى ربك بما بينك وبينه من صلة ومعرفة ونسبة . . " راضية مرضية " بهذه النداوة التي تفيض على الجو كله بالتعاطف والرضى . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ} (28)

{ وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } أي : وليس أحد أشد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم ، عز وجل ، هذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين{[30065]}


[30065]:- (2) في أ: "والعالمين".

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ} (28)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ ارجعي إلى ربك راضية } لعملك { مرضية } بما أعطاك الله عز وجل من الخير والجزاء...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "ارْجِعي إلى رَبّكِ" اختلف أهل التأويل في تأويله؛

فقال بعضهم : هذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن قيل الملائكة لنفس المؤمن عند البعث ، تأمرها أن ترجع في جسد صاحبها قالوا : وعُنِي بالردّ هاهنا صاحبها ... عن ابن عباس ، قوله : "يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ ارْجِعي إلى رَبّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيّةً" قال : تردّ الأرواح المطمئنة يوم القيامة في الأجساد ...

وقال آخرون : بل يقال ذلك لها عند الموت ...

وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن عباس والضحاك ، أن ذلك إنما يقال لهم عند ردّ الأرواح في الأجساد يوم البعث لدلالة قوله : "فادْخُلِي فِي عِبادِي وادْخُلِي جَنّتِي" .

[قوله : "فادْخُلِي فِي عِبادِي وادْخُلِي جَنّتِي"] اختلف أهل التأويل في معنى ذلك؛

فقال بعضهم : معنى ذلك : فادخلي في عبادي الصالحين ، وادخلي جنتي ...

وقال آخرون : معنى ذلك : فادْخُلِي في طَاعَتِي وَادخُلِي جَنّتِي ...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

أي : رضيت عن الله ، وأرضاها الله تعالى عن نفسه . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ ارجعي } أي بالبعث { إلى ربك } أي موعد الذي أوجدك ورباك تربية الموفقين ، أو إلى بدنك حال كونك { راضية } أي بما تعطينه . فلا كدر يلحقك بوجه من الوجوه ....{ مرضية } عند الله وسائر خلقه ، فلا شيء يكرهك بسبب ما كنت مطمئنة تعملين الأعمال الصالحة تحت القضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره ، ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

" ارجعي إلى ربك " ارجعي إلى مصدرك بعد غربة الأرض وفرقة المهد . ارجعي إلى ربك بما بينك وبينه من صلة ومعرفة ونسبة . . " راضية مرضية " بهذه النداوة التي تفيض على الجو كله بالتعاطف والرضى . . ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و{ المطمئنة } : اسم فاعل من اطمأن إذا كان هادئاً غير مضْطَرِب ولا منزعج ، فيجوز أن يكون من سكون النفس بالتصديق لما جاء به القرآن دون تردد ولا اضطراب ....فيكون ثناء على هذه النفس ويجوز أن يكون من هدوء النفس بدون خوف ولا فتنة في الآخرة . ... ووصف النفس } ب { المطمئنة } ليس وصفاً للتعريف ولا للتخصيص ، أي لتمييز المخاطَبين بالوصف الذي يميزهم عمن عداهم فيعرفون أنهم المخاطبون المأذونون بدخول الجنة لأنهم لا يَعْرفون أنهم مطمئنون إلا بعد الإِذن لهم بدخول الجنة ، فالوصف مراد به الثناء والإِيماء إلى وجه بناء الخبر . وتبشير من وُجه الخطاب إليهم بأنهم مطمئنون آمنون. ... والراضية : التي رضت بما أُعطيته من كرامة وهو كناية عن إعطائها كل ما تطمح إليه . ... والمرضية : اسم مفعول وأصله : مَرضياً عنها ، فوقع فيه الحذف والإِيصال فصار نائب فاعل بدون حرف الجر ، والمقصود من هذا الوصف زيادة الثناء مع الكناية عن الزيادة في إفاضة الإِنعام لأن المرضي عنه يزيده الراضي عنه من الهبات والعطايا فوق ما رضي به هو . ...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ } بعد كل هذا العناء الطويل ، والبلاء الكبير ، والآلام الكثيرة ، والصبر الجميل ، والعضّ على الجراح ، والاستعلاء على الأحزان ... { رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } في هذه العلاقة الروحية بين العبد وربّه التي تحركت في مواقع الرضى ، فهي راضيةٌ بما قضى وقدّر ... وهي مرضيّةٌ عنده سبحانه ، بما آمنت به ، وبما قامت به من فروض الطاعة لديه ....

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

أّمّا ( الرجوع إلى اللّه ) ، فهو على قول جمع من المفسّرين رجوع إلى ثوابه ورحمته . . ولكنّ الأنسب أن يقال : إنّه رجوع إليه جلّ وعلا ، رجوع إلى جواره وقربه بمعناها الروحي المعنوي ، وليست بمعناها المكاني والجسماني .

وثمّة سؤال يرد إلى الذهن . . متى ستكون دعوته المباركة ، هل ستكون بعد مفارقة الروح البدن ، أم في يوم القيامة ؟ ؟ لو أخذنا بظاهر الآيات المباركة ، فسياقها يرتبط بالقيامة ، وإن كان تعبير الآية ذا شمولية . «راضية » : لما ترى من تحقق الوعود الإلهية بالثواب والنعيم بأكثر ممّا كانت تتصور ، وشمول العبد برحمة وفضل اللّه سيدخل في قلبه الرضا بكّل ما يحمل الرضا من معان وأكثر . ...