الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ} (28)

ثم قال تعالى : ( يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى بك راضية مرضية )

هذا خبر من الله –جل ذكره- عن قول الملائكة يوم القيامة لأولياء الله ، والمعنى تقول الملائكة لأولياء الله يوم القيامة ، يا أيتها النفس التي اطمأنت {[75719]} إلى وعد الله [ و ] {[75720]} وعيده فصدقت بذلك في الدنيا .

قال ابن عباس : المطمئنة : " المصدقة " {[75721]} ( وقال قتادة : " هو المؤمن ، اطمأنت نفسه إلى ما وعد الله " {[75722]} وعنه : {[75723]} ) {[75724]} : المصدقة {[75725]} بما وعد الله {[75726]} .

وقال مجاهد : المطمئنة : الموقنة إن الله ربها . وعنه أيضا .

المطمئنة التي أيقنت بلقاء ربها {[75727]} .

وفي قراءة أبي : " يا أيتها النفس الآمنة " {[75728]} .

[ قال الحسن : المطمئنة إذا أراد الله عز وجل قبضها اطمأنت إلى الله سبحانه واطمأن الله سبحانه إليها ، ورضيت من الله تعالى ورضي عنها فأمر بقبضها وإدخالها الجنة وجعله من عباده الصالحين ] {[75729]} وروي أن ذلك قول [ الملائكة ] {[75730]} للعبد المؤمن عند خروج نفسه [ تبشره ] {[75731]} برضاء ربه عنه وإعداد ما أعد له من الكرامة عنده {[75732]} .

قال أبو صالح : ( ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) هذا عند الموت ( فادخلي في عبادي ) هذا يوم القيامة {[75733]} .

وقيل : إنه كله يوم القيامة . وإن [ معنى ] {[75734]} ( ارجعي إلى ربك ) أيك إلى صاحبك/ وهو قول ابن عباس {[75735]} .

وقال {[75736]} الضحاك : " يأمر الله الأرواح يوم القيامة أن ترجع إلى الأجساد فيأتون الله كما خلقهم أول مرة " {[75737]} فهو على قوله أيضا كله يوم القيامة ، وهو اختيار الطبري {[75738]} .

قال عكرمة : ( إلى ربك ) إلى جسد صاحبك {[75739]} ، [ وقاله ] {[75740]} ابن جبير {[75741]} .

فيكون أيضا كله يوم القيامة وتكون المخاطبة للنفس {[75742]} ودل على ذلك قوله : ( وادخلي جنتي ) ودخول الجنة لا يكون إلا في القيامة {[75743]} .

وقال الضحاك {[75744]} : إن معنى [ فادخلي {[75745]} في عبادي ] ، [ أي طاعتي ] {[75746]} ، و ( وادخلي جنتي ) أي : رحمتي {[75747]} فالمخاطبة {[75748]} - على قوله هذا- للإنسان ، لا للنفس في المعنى . وإليه يذهب الفراء ، ومعناه عنده أن الملائكة تقول لهم إذا أعطوا كتبهم بإيمانهم هذا ، ( أي ) {[75749]} : ارجعي {[75750]} إلى ثواب ربك {[75751]} .


[75719]:ما بين قوسين (ارجعي إلى- اطمأنت) ساقط من ث.
[75720]:ساقط من م.
[75721]:جامع البيان 30/190.
[75722]:انظر: المصدر السابق.
[75723]:ث: وعنده.
[75724]:ما بين قوسين (وقال – وعنه) ساقط من أ.
[75725]:ث: الصدقة.
[75726]:انظر: المصدر السابق.
[75727]:انظر: المصدر السابق.
[75728]:في تفسير القرطبي 20/57: "يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة".
[75729]:ما بين معقوفتين [قال الحسن – الصالحين] ساقط من ث، م. وانظر: قول الحسن في تفسير القرطبي 20/58.
[75730]:أ: الملائكة.
[75731]:م: ث: فبشره.
[75732]:انظر: جامع البيان 30/191، وتفسير ابن كثير 4/545.
[75733]:جامع البيان 30/191-192.
[75734]:م: بمعنى.
[75735]:انظر: المصدر السابق. وتفسير ابن كثير 4/545.
[75736]:أ: قال.
[75737]:انظر: المصدرين السابقين.
[75738]:جامع البيان 30/191. ودليله قوله (فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
[75739]:انظر: المصدر السابق وتفسير الماوردي 4/454 حيث حكاه عن ابن عباس، وقد يشهد لهذا القول قراءة عكرمة وابن عباس والضحاك وأبي الشيخ الهنائي والكلبي وابن السميفع: (فادخلي في عبادي) على واحد: المحتسب 2/360. غير أن ابن جني قال: "هذا لفظ الواحد ومعنى الجماعة أي (عبادي)، كالقراءة العامة".
[75740]:م: وقال.
[75741]:انظر: إعراب النحاس 5/226 والدر 8/514.
[75742]:أ: أيضاً للنفس.
[75743]:أ: إلى يوم القيامة.
[75744]:أ: وعن الضحاك.
[75745]:ث، م: وادخلي.
[75746]:ساقط من أ، م.
[75747]:انظر: جامع البيان 30/ 192.
[75748]:ث: فالمخاطب.
[75749]:ساقط من أ.
[75750]:ث: ارجع.
[75751]:انظر: معاني الفراء 3/262 - 263.