فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ} (28)

{ إرجعي إلى ربك راضية } بالثواب الذي أعطاك { مرضية } عنده .

والمعنى ارجعي إلى الله وقيل إلى موعده وقيل إلى أمره ، وقال عكرمة وعطاء إلى جسدك الذي كنت فيه ، واختاره ابن جرير ، ويدل على هذا قراءة ابن عباس { فادخلي في عبدي } بالإفراد والأول أولى .

قال القفال : هذا وإن كان أمرا في الظاهر فهو خبر في المعنى ، والتقدير أن النفس إذا كانت مطمئنة رجعت في القيامة إلى الله بسبب هذا الأمر . قال ابن عباس : " نزلت هذه الآية وأبو بكر جالس ، فقال : يا رسول الله ما أحسن هذا فقال أما أنه سيقال لك هذا " أخرجه ابن حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة ، وعن سعيد بن جبير نحوه مرسلا ، وعن أبي بكر الصديق نحوه .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { يا أيتها النفس المطمئنة } قال هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وعنه قال : المطمئنة المصدقة ، وعنه قال ترد الأرواح يوم القيامة في الأجساد ، وعنه قال : راضية بما أعطيت من الثواب ، مرضية عنها بعملها .