تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب} (8)

{ وَإِلَى رَبِّكَ } وحده { فَارْغَبْ } أي : أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك{[1453]} .

ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره ، فتكون من الخاسرين .

وقد قيل : إن معنى قوله : فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها ، فانصب في الدعاء ، وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك .

واستدل من قال بهذا القول على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات ، والله أعلم بذلك . تمت ولله الحمد .


[1453]:- في ب: دعواتك.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب} (8)

( وإلى ربك فارغب ) . . إلى ربك وحده خاليا من كل شيء حتى من أمر الناس الذين تشتغل بدعوتهم . . إنه لا بد من الزاد للطريق . وهنا الزاد . ولا بد من العدة للجهاد . وهنا العدة . . وهنا ستجد يسرا مع كل عسر ، وفرجا مع كل ضيق . . هذا هو الطريق !

ختام السورة:

وتنتهي هذه السورة كما انتهت سورة الضحى ، وقد تركت في النفس شعورين ممتزجين : الشعور بعظمة الود الحبيب الجليل الذي ينسم على روح الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] من ربه الودود الرحيم . والشعور بالعطف على شخصه [ صلى الله عليه وسلم ] ونحن نكاد نلمس ما كان يساور قلبه الكريم في هذه الآونة التي اقتضت ذلك الود الجميل .

إنها الدعوة . هذه الأمانة الثقيلة وهذا العبء الذي ينقض الظهر . وهي مع هذا وهذا مشرق النور الإلهي ومهبطه ، ووصلة الفناء بالبقاء ، والعدم بالوجود !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب} (8)

وقوله : وَإلى رَبّكَ فارْغَبْ يقول تعالى ذكره : وإلى ربك يا محمد فاجعل رغبتك ، دون من سواه من خلقه ، إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد وَإلى رَبّكَ فارْغَبْ قال : اجعل نيتك ورغبتك إلى الله .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد وَإلى رَبّكَ فارْغَبْ قال : اجعل رغبتك ونيتك إلى ربك .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : وَإلى رَبّكَ فارْغَبْ قال : إذا قمت إلى الصلاة .