محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب} (8)

{ وإلى ربك فارغب } أي في الدعوة إليه أي لا ترغيب إلا إلى ذاته دون ثواب أو غرض آخر لتكون دعوتك وهدايتك إليك قال القاشاني .

وقال ابن جرير {[7504]}اجعل نيتك ورغبتك إليه دون من سواه من خلقه ، إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد ، والأظهر عندي اعتمادا على ما صححناه من أن الآية مدنية وأنها من أواخر ما نزل أن يكون معنى قول تعالى { فإذا فرغت فانصب } أي فرغت من مقارعة المشركين وظفرت بأمنيتك منهم بمجيء نصر الله والفتح فانصب في العبادة والتسبيح والاستغفار شكرا لله على ما أنعم وارغب إليه خاصة ابتغاء لمرضاته ، فتكون الآيتان معنى سورة { إذا جاء نصر الله والفتح } ثم رأيت ابن جرير نقل مثله عن ابن زيد عن أبيه قال : فإذا فرغت من الجهاد جهاد العرب وانقطع جهادهم فانصب لعبادة الله وإليه فارغب وهو ظاهر . نعم لفظ الآية عام فيما آثرناه جميعه إلا أن السياق والنظائر - وهو أهم ما يرجع إليه- يؤيد ما قاله ابن زيد واعتمدناه والله أعلم .


[7504]:انظر الصفحة رقم 237 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).