فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب} (8)

{ وإلى ربك } المحسن إليك بفضائل النعم خصوصا بما ذكر في هاتين السورتين { فارغب } أي اجعل رغبتك إليه خصوصا ، ولا تسأل إلا فضله متوكلا عليه ، وقيل تضرع إليه ، قال الزجاج : أي اجعل رغبتك إلى الله وحده . وقال عطاء : يريد أنه يضرع إليه راهبا من النار ، راغبا في الجنة .

والمعنى أنه يرغب إليه سبحانه لا إلى غيره كائنا من كان ، فلا يطلب حاجاته إلا منه ، ولا يعول في جميع أموره إلا عليه ، قرأ الجمهور ( فارغب ) وقرأ زيد بن علي وابن أبي عبلة ( فرغِّب ) بتشديد الغين ، أي فرغِّب الناس إلى الله وشوقهم إلى ما عنده من الخير .