تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } أي : بما يعملونه وينوونه سرًا ، فالله يعلم سرهم وجهرهم ، وسيجازيهم بأعمالهم ، ولهذا قال{ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

وقوله : وَاللّهُ أعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ يقول تعالى ذكره : والله أعلم بما تُوعيه صدور هؤلاء المشركين ، من التكذيب بكتاب الله ورسوله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : يُوعُون قال : يكتمون .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَاللّهُ أعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ قال : المرء يُوعِي متاعه وماله هذا في هذا ، وهذا في هذا ، هكذا يعرف الله ما يوعون من الأعمال ، والأعمال السيئة مما تُوعيه قلوبهم ، ويجتمع فيها من هذه الأعمال الخير والشرّ ، فالقلوب وِعاء هذه الأعمال كلها ، الخير والشرّ ، يعلم ما يسرّون وما يعلنون ، ولقد وَعَى لكم ما لا يدري أحد ما هو من القرآن وغير ذلك ، قاتقوا الله وإياكم أن تدخلوا على مكارم هذه الأعمال ، بعضَ هذه الخبث ما يفسدها .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : يُوعُونَ قال في صدورهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

و { يوعون } معناه : يجمعون من الأعمال والتكذيب والكفر ، كأنهم يجعلونها في أوعية ، تقول : وعيت العلم وأوعيت المتاع

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

اعتراض بين جملة { بل الذين كفروا يكذبون } [ الانشقاق : 22 ] ، وجملة : { فبشرهم بعذاب أليم } [ الانشقاق : 24 ] وهو كناية عن الإِنذار والتهديد بأن الله يجازيهم بسوء طويتهم .

ومعنى { بما يوعون } بما يُضمرون في قلوبهم من العناد مع علمهم بأنَّ ما جاء به القرآن حق ولكنهم يظهرون التّكذيب به ليكون صدودهم عنه مقبولاً عند أتباعهم وبين مجاوريهم .

وأصل معنى الإِيعاء : جعل الشيء وعاء والوعاء بكسر الواو الظرف لأنه يُجمع فيه ، ثم شاع إطلاقه على جمع الأشياء لئلا تفوت فصار مشعراً بالتقتير ، ومنه قوله تعالى : { وجَمَع فأوعى } [ المعارج : 18 ] وفي الحديث : « لا تُوعي فيُوعي الله عليكِ » واستعمل في هذه الآية في الإِخفاء لأنّ الإِيعاء يستلزم الإِخفاء فهو هنا مجاز مرسل .