تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡوَهَّابِ} (9)

{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ } : فيعطون منها من شاءوا ، ويمنعون منها من شاءوا ، حيث قالوا : { أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا } أي : هذا فضله تعالى ورحمته ، وليس ذلك بأيديهم حتى يتحجروا على اللّه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡوَهَّابِ} (9)

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هؤلاء المشركين من قريش : أأُنزل على محمد الذكر من بيننا فخُصّ به ، وليس بأشرف منا حسبا . وقوله : بَلْ هُمْ فِي شَكّ مِنْ ذِكرِي يقول تعالى ذكره : ما بهؤلاء المشركين أن لا يكونوا أهل علم بأن محمدا صادق ، ولكنهم في شكّ من وحينا إليه ، وفي هذا القرآن الذي أنزلناه إليه أنه من عندنا بَلْ لَمّا يَذُوقُوا عَذَابِ يقول بل لم ينزل بهم بأسنا ، فيذوقوا وبال تكذيبهم محمدا ، وشكهم في تنزيلنا هذا القرآن عليه ، ولو ذاقوا العذاب على ذلك علموا وأيقنوا حقيقة ما هم به مكذّبون ، حين لا ينفعهم علمهم أمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبّكَ العَزِيزِ الوَهّابِ يقول تعالى ذكره : أم عند هؤلاء المشركين المنكرين وحي الله إلى محمد خزائن رحمة ربك ، يعني مفاتيح رحمة ربك يا محمد ، العزيز في سلطانه ، الوهاب لمن يشاء من خلقه ، ما يشاء من مُلك وسلطان ونبوّة ، فيمنعوك يا محمد ، ما منّ الله به عليك من الكرامة ، وفضّلك به من الرسالة .