البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡوَهَّابِ} (9)

{ أم عندهم خزائن رحمة ربك } : أي ليسوا متصرفين في خزائن الرحمة ، فيعطون ما شاؤوا ، ويمنعون من شاؤوا ما شاؤوا ، ويصطفون للرسالة من أرادوا ، وإنما يملكها ويتصرف فيها { العزيز } : الذي لا يغالب ، { الوهاب } : ما شاء لمن شاء .

لما استفهم استفهام إنكار في قوله : { أم عندهم خزائن رحمة ربك } ، وكان ذلك دليلاً على انتفاء تصرفهم في خزائن رحمة ربك ، أتى بالإنكار والتوبيخ بانتفاء ما هو أعم فقال : { أم لهم ملك السموات والأرض } :