تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ} (39)

فدخل في ذلك كل الخلق بل يدخل{[1219]}  في ذلك نفسه المقدسة ،


[1219]:- في ب: بل دخل.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ} (39)

الفاء فى قوله : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } للتفريع على ما فهم مما تقدم ، من

إنكار المشركين ليوم القيامة ، ولكون القرآن من عند الله .

و { لا } فى مثل هذا التركيب يرى بعضهم أنها مزيدة ، فيكون المعنى : أقسم بما تبصرون من مخلوقاتنا كالسماء والأرض والجبال والبحار . . وبما لا تبصرون منها ، كالملائكة والجن .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ} (39)

وقوله تعالى : { فلا أقسم } ، قال بعض النحاة «لا » زائدة والمعنى : فأقسم ، وقال آخرون منهم : «لا » رد لما تقدم من أقوال الكفار ، والبداءة { أقسم } وقرأ الحسن بن أبي الحسن : «فلأقسم » ، لام القسم معها ألف أقسم{[11299]} ، وقوله تعالى : { بما تبصرون وما لا تبصرون } . قال قتادة بن دعامة : أراد الله تعالى أن يعمم في هذا القسم جميع مخلوقاته . وقال غيره : أراد الأجساد والأرواح . وهذا قول حسن عام ، وقال ابن عطاء : «ما تبصرون » ، من آثار القدرة { وما لا تبصرون } من أسرار القدرة ، وقال قوم : أراد بقوله : { وما لا تبصرون } الملائكة .


[11299]:قال أبو الفتح في تخريج هذه القراءة: "هذا فعل الحال، وهناك مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، فدل ذلك على أن جميع ما في القرآن من الأقسام إنما هو على حاضر الحال"، وتبع الزمخشري أبا الفتح فيما قال، لكن أبا حيان الأندلسي عارضها فقال: "إنما ذهبا إلى ذلك لأنه فعل حال، وفي القسم عليه خلاف، والذي اختاره ابن عصفور وغيره أن فعل الحال لا يجوز أن يقسم عليه". (راجع المحتسب لابن جني، وتفسير الزمخشري، والبحر المحيط).

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ} (39)

جمع الله في هذا القَسَم كل ما الشأن أن يُقسَم به من الأمور العظيمة من صفات الله تعالى ومن مخلوقاته الدالة على عظيم قدرته إذ يجمع ذلك كله الصِلَتان { بما تبصرون وما لا تبصرون } ، فمما يبصرون : الأرض والجبال والبحار والنفوس البشرية والسماوات والكواكب ، وما لا يبصرون : الأرواح والملائكة وأمور الآخرة .

و { لا أقسم } صيغة تحقيققِ قَسَم ، وأصلها أنها امتناع من القسَم امتناع تحرّج من أن يحلف بالمُقْسممِ به خشية الحنث ، فشاع استعمال ذلك في كل قسم يراد تحقيقه ، واعتبر حرف ( لا ) كالمزيد كما تقدم عند قوله : { فلا أقسم بمواقع النجوم } في سورة الواقعة ( 75 ) ، ومن المفسرين من جعل حرف ( لا ) في هذا القسم إبطالاً لكلام سابق وأنّ فعل أُقْسِم } بعدها مستأنف ، ونُقض هذا النوع بوقوع مثله في أوائل السور مثل : { لا أقسم بيوم القيامة } [ القيامة : 1 ] و { لا أقسم بهذا البلد } [ البلد : 1 ] .