فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ} (39)

{ وما لا تبصرون } منها قال قتادة أقسم بالأشياء كلها ما يبصر منها وما لا يبصر ، فيدخل في هذا جميع المخلوقات ، والإقسام بغير الله إنما نهى عنه في حقنا وأما هو تعالى فيقسم بما شاء على ما شاء ، وهذا رد الكلام المشركين كأنه قال ليس الأمر كما تقولون ، و { لا } زائدة والتقدير فأقسم بما تشاهدونه وما لا تشاهدونه .

وقيل إن { لا } ليست بزائدة بل هي أصلية لنفي القسم أي لا أحتاج إلى قسم لوضوح الحق في ذلك والأول أولى ، قال البيضاوي : فلا أقسم لظهور الأمر واستغنائه عن التحقيق بالقسم . أو فلا ، رد لإنكارهم البعث و { أُقسمُ } مستأنف ، قال الكرخي : وأما حمله على معنى نفي الإقسام لظهور الأمر فيرده تعيين المقسم به بقوله بما تبصرون الخ أه .