تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

{ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } أي : احتسب بصبرك ، واقصد به وجه الله تعالى ، فامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ربه ، وبادر إليه ، فأنذر الناس ، وأوضح لهم بالآيات البينات جميع المطالب الإلهية ، وعظم الله تعالى ، ودعا الخلق إلى تعظيمه ، وطهر أعماله الظاهرة والباطنة من كل سوء ، وهجر كل ما يبعد عن الله{[1277]}  من الأصنام وأهلها ، والشر وأهله ، وله المنة على الناس -بعد منة الله- من غير أن يطلب منهم على ذلك{[1278]}  جزاء ولا شكورا ، وصبر لله أكمل صبر ، فصبر على طاعة الله ، وعن معاصي الله ، وعلى أقدار الله المؤلمة{[1279]} ، حتى فاق أولي العزم من المرسلين ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .


[1277]:- في ب: وهجر كل ما يعبد من دون الله وما يبعد منه.
[1278]:- في ب: أن يطلب عليهم بذلك.
[1279]:- في ب: وصبر لربه أكمل صبر، فصبر على طاعة الله وعن معاصيه، وصبر على أقداره المؤلمة.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

وقوله - سبحانه - : { وَلِرَبِّكَ فاصبر } أى : وعليك - أيها الرسول الكريم - أن توطن نفسك على الصبر ، على التكاليف التى كلفك بها ربك ، وأن تتحمل الآلام والمشاق فى سبيل دعوة الحق ، بعزيمة صادقة ، وصبر جميل ، وثبات لا يخالطه تردد أو ضعف .

فهذه ست وصايا قد اشتملت على ما يرشد إلى التحلى بالعقيدة السليمة ، والأخلاق الكريمة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

وقوله : { وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } أي : اجعل صبرك على أذاهم لوجه ربك عز وجل ، قاله مجاهد . وقال إبراهيم النخعي : اصبر عطيتك لله تعالى{[29480]} .


[29480]:- (1) في أ: "لله عز وجل".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

وقوله : وَلِرَبَكَ فاصْبِرْ يقول تعالى ذكره : ولربك فاصبر على ما لقيت فيه من المكروه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل على اختلاف فيه بين أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : وَلِرَبّكَ فاصْبِرْ قال : على ما أوتيت .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَلِرَبّكَ فاصْبِرْ قال : حمل أمرا عظيما محاربة العرب ، ثم العجم من بعد العرب في الله .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : ولربك فاصبر على عطيتك . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن مغيرة ، عن إبراهيم وَلِرَبّكَ فاصْبِرْ قال : اصبر على عطيتك .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : اصبر على عطيتك لله .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا سفيان ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، في قوله : وَلِرَبّكَ فاصْبِرْ قال : عطيتك اصبر عليها .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

ولربك لوجهه أو أمره فاصبر فاستعمل الصبر أو فاصبر على مشاق التكاليف وأذى المشكرين .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

{ ولربك فاصبر } ، أي لوجه ربك وطلب رضاه كما تقول فعلت لله تعالى ، والمعنى على الأدنى من الكفار وعلى العبادة وعن السهوات وعلى تكاليف النبوة ، قال ابن زيد وعلى حرب الأحمر والأسود لقد حمل أمراً عظيماً .