{ ذَلِكَ } الذى ذكرناه لكم من أحكام { أَمْرُ الله } أى : حكمه وشرعه { أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ } لتعلموا به ، وتسيروا على هديه .
{ وَمَن يَتَّقِ الله } - تعالى - فى كل شئونه وأحواله . . { يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ } أى : يمح عنه ذنوبه ، ولا يؤاخذه عليها ، { وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً } أى : ويضاعف له حسناته ، ويجزل له العطاء والمثوبة يوم القيامة .
( ذلك أمر الله أنزله إليكم ) . .
وهذه لمسة أخرى في جانب آخر . لمسة الجد والانتباه إلى مصدر الأمر . . فقد أنزله الله . أنزله للمؤمنين به ، فطاعته تحقيق لمعنى الإيمان ، ولحقيقة الصلة بينهم وبين الله .
ثم عودة إلى التقوى التي يدق عليها دقا متواصلا في هذا المجال :
( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ) . .
فالأولى تيسير للأمور . والثانية تكفير للسيئات وإعظام للأجر بعد التكفير . . فهو الفيض المغري والعرض المثير . وهو حكم عام ووعد شامل . ولكنه يخلع على موضوع الطلاق ظلاله ، ويغمر القلب بالشعور بالله
وفضله العميم . فما له إذن يعسر ويعقد والله يغمره بالتيسير والمغفرة والأجر الكبير ?
والإِشارة بقوله : { ذلك أمر الله } إلى الأحكام المتقدمة من أول السورة . وهذه الجملة معترضة بين المتعاطفتين .
والأمر في قوله : { أمر الله } : حكمه وما شرعه لكم كما قال : { وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا } [ الشورى : 52 ] .
وإنزاله : إبلاغه إلى الناس بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم أطلق عليه الإِنزال تشبيهاً لشرف معانيه وألفاظه بالشيء الرفيع لأن الشريف يتخيل رفيعاً . وهو استعارة كثيرة في القرآن . ففي قوله : { أنزله } استعارة مكنية .
والكلام كناية عن الحث على التهمّم برعايته والعمل به وبعث الناس على التنافس في العلم به إذ قد اعتنى الله بالناس حيث أنزل إليهم ما فيه صلاحهم .
وأعيد التحريض على العمل بما أمر الله بالوعد بما هو أعظم من الأرزاق وتفريج الكرب وتيسير الصعوبات في الدنيا . وذلك هو تكفير للسيئات وتوفير للأجور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.