تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَٰلِكَ أَمۡرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُۥٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُعۡظِمۡ لَهُۥٓ أَجۡرًا} (5)

الآية5 : وقوله تعالى : { ذلك أمر الله أنزله إليكم } يحتمل وجهين :

أحدهما : أن يكون معنى قوله : { ذلك أمر الله } أي ذلك التقوى { أمر الله أنزله إليكم } .

[ والثاني ]{[21483]} : يحتمل أن يكون أراد بقوله : { ذلك } ما تقدم من الآيات في المراجعة والإشهاد والطلاق والعدة وغير ذلك أنها ، وإن خرجت في الظاهر مخرج الخبر ، فإنها كلها أمر الله تعالى ، أنزله إليكم ، فاتبعوها ، وخذوا بأمره فيها ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا } هذا يدل على ما وصفنا أن التقوى إذا ذكر مفردا انتظم الأمر والنهي جميعا .

ألا ترى إلى قوله : { إن الحسنات يذهبن السيئات } [ هود : 114 ] وقال ههنا : { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته } فجعل التقوى مكفرة للسيئات . فلولا أن في التقوى أعظم الحسنات لم يكن لقوله : { يكفر عنه سيئاته } معنى ، والله أعلم .


[21483]:في الأصل و م:و.