إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ذَٰلِكَ أَمۡرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُۥٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُعۡظِمۡ لَهُۥٓ أَجۡرًا} (5)

{ ذلك } إشارةٌ إلى ما ذُكِرَ منَ الأحكامِ ، وما فيهِ من مَعْنَى البُعدِ مع قُرب العهدِ بالمُشارِ إليهِ للإيذانِ ببُعدِ منزلتِهِ في الفضلِ . وإفرادُ الكافِ معَ أن الخطابَ للجمعِ كما يفصحُ عنه قولُه تعالى : { أَمْرُ الله أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ } لِما أنها لمجردِ الفرقِ بين الحاضرِ والمنقضِي لا لتعيينِ خصوصيةِ المخاطبينَ وقد مرَّ في قولِه تعالَى : { ذلك يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بالله } [ سورة البقرة ، الآية 232 ] من سورةِ البقرةِ { وَمَن يَتَّقِ الله } بالمحافظةِ على أحكامِهِ { يُكَفرْ عَنْهُ سيئاته } فإنَّ الحسناتِ يُذهبنَ السيئاتِ { ويعظم لَهُ أَجْراً } بالمضاعفةِ .