ومع ذلك ، فلهم موعد يجمع به أولهم وآخرهم ، ومن أصيب في الدنيا منهم ، ومن متع بلذاته ، ولهذا قال : { بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } الذي يحازون به ، ويؤخذ منهم الحق بالقسط ، { وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } أي : أعظم وأشق ، وأكبر من كل ما يتوهم ، أو يدور بالبال{[940]} .
ثم بين - سبحانه - أن هزيمة المشركين ستعقبها هزيمة أشد منها ، وأنكى فقال : { بَلِ الساعة مَوْعِدُهُمْ والساعة أدهى وَأَمَرُّ } .
والمراد بالساعة ، يوم القيامة " وأدهى " : اسم تفضيل من الداهية ، وهى الأمر المنكر الفظيع الذى لا يعرف طريق للخلاص منه .
وقوله { وَأَمَرُّ } أى : وأشد مرارة وقبحا . أى : ليس هذا الذى يحصل لهم فى الدنيا من هزائم نهاية عقوباتهم ، بل يوم القيامة هو يوم نهاية وعيدهم السيىء ، ويوم القيامة هو أعظم داهية ، وأشد مرارة مما سيصيبهم من عذاب دنيوى .
وكانت هذه هزيمة الدنيا . ولكنها ليست هي الأخيرة . وليست هي الأشد والأدهى ؛ فهو يضرب عن ذكرها ليذكر الأخرى :
( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) . .
أدهى وأمر من كل عذاب رأوه أو يرونه في هذه الأرض وأدهى وأمر من كل مشهد رأوه مرسوما فيما مر . من الطوفان ، إلى الصرصر . إلى الصاعقة . إلى الحاصب . إلى آخذ فرعون وآله أخذ عزيز مقتدر !
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.