فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ} (46)

{ بل الساعة موعدهم } أي موعد عذابهم الأخروي بعد بدر ، وليس هذا العذاب الكائن في الدنيا بالقتل والأسر والقهر هو تمام ما وعدوا به من العذاب وإنما هو مقدمة من مقدماته ، وطليعة من طلائعه . ولهذا قال :

{ والساعة أدهى } أي وعذاب الساعة أعظم في الضر ، وأفظع وأشد من موقف بدر ، يقال : دهاه أمر كذا أي أصابه دهوا ودهيا ؛ والداهية الأمر المنكر الذي لا يهتدي لدوائه ، مأخوذ من الدهاء وهو النكروالفظاعة وإظهار الساعة في مقام إضمارها لزيادة تهويلها .

{ وأمر } أي أشد مرارة من عذاب الدنيا .

في البخاري وغيره . عن " ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وهو في قبة له يوم بدر : أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا فأخذ أبو بكر بيده وقال : حسبك يا رسول الله ألححت على ربك ؛ فخرج وهو يثب في الدرع ويقول : { سيهزم } إلى قوله : { أدهى وأمر } " .