فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ} (46)

{ بَلِ الساعة مَوْعِدُهُمْ } أي موعد عذابهم الأخرويّ ، وليس هذا العذاب الكائن في الدنيا بالقتل والأسر والقهر وهو تمام ما وعدوا به من العذاب ، وإنما هو مقدّمة من مقدّماته وطليعة من طلائعه ، ولهذا قال : { والساعة أدهى وَأَمَرُّ } أي وعذاب الساعة أعظم في الضرّ وأفظع ، مأخوذ من الدهاء ، وهو النكر والفظاعة ، ومعنى أمرّ : أشد مرارة من عذاب الدنيا ، يقال : دهاه أمر كذا : أي أصابه دهواً ودهياً .

/خ55