تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

{ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ } أي : لا يخضعون للقرآن ، ولا ينقادون لأوامره ونواهيه .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

والفاء فى قوله - تعالى - بعد ذلك : { فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ . وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ القرآن لاَ يَسْجُدُونَ } . لترتيب ما بعدها من الإِنكار والتعجيب على ما قبلها ، و " ما " للاستفهام ومن أن المستحق للعبادة هو الله - تعالى - وحده . . فأى شئ يمنع هؤلاء الكافرين من الإِيمان ، مع أن كل الدلائل والبراهين تدعوهم إلى الإِيمان .

وأى : مانع منعهم من السجود والخضوع لله - عند ما يقرأ عليهم القرآن الكريم ، الذى أنزلناه عليك لإِخراجهم من الظلمات إلى النور .

فالمقصود من الآيتين الكريمتين تعجيب الناس من حال هؤلاء الكافرين الذين قامت أمامهم جميع الأدلة على صدق اللرسول صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه ، ومع ذلك فهم مصرون على كفرهم وجحودهم وعنادهم

قال الآلوسى : وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سجد عند قراءة هذه الآية ، فقد أخرج مسلم وأبو داود والترمذى . . عن أبى هريرة قال : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى { إِذَا السمآء انشقت } وفى { اقرأ باسم رَبِّكَ . . } وهى سنة عند الشافعى ، وواجبة عند أبى حنيفة . .

أما الإِمام مالك فالرواية الراجحة فى مذهبه ، أن هذه الآية ليست من آيات سجود التلاوة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

وقوله : وَإذَا قُرِىءَ عَلَيْهمُ القُرآنُ لا يَسْجُدُونَ يقول تعالى ذكره : وإذا قُرىء عليهم كتاب ربهم لا يخضعون ولا يستكينون وقد بيّنا معنى السجود قبلُ بشواهده ، فأغنى ذلك عن إعادته .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

وقراءة القرآن عليهم قراءته قراءةَ تبليغ ودعوة . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عليهم القرآن جماعات وأفراداً وقد قال له عبد الله بن أبيّ بن سلول : « لا تَغْشَنا به في مجالسنا » وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على الوليد بن المغيرة كما ذكرناه في سورة عبس .

والسجود مستعمل بمعنى الخضوع والخشوع كقوله تعالى :

{ والنجم والشجر يسجدان } [ الرحمن : 6 ] وقوله : { يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً للَّه } [ النحل : 48 ] ، أي إذا قرىء عليهم القرآن لا يخضعون لله ولمعاني القرآن وحجته ، ولا يؤمنون بحقيته ودليل هذا المعنى مقابلته بقوله : { بل الذين كفروا يكذبون } [ الانشقاق : 22 ] .

وليس في هذه الآية ما يقتضي أنَّ عند هذه الآية سجدةً من سجود القرآن والأصحّ من قول مالك وأصحابه أنها ليست من سجود القرآن خلافاً لابن وَهب من أصحاب مالك فإنه جعل سجودات القرآن أربع عشرة . وقال الشافعي : هي سُنة . وقال أبو حنيفة : واجبة . والأرجح أن عزائم السجود المسنونة إحدى عشرة سجدة وهي التي رويت بالأسانيد الصحيحة عن الصّحابة . وإن ثلاث آيات غير الإِحدى عشرة آية رويت فيها أخبار أنها سجد النبي صلى الله عليه وسلم عند قراءتها منها هذه وعارضتها روايات أخرى فهي : إمّا قد تُرك سجودها ، وإمّا لم يؤكد ومنها قوله تعالى هنا : { وإذا قرىء عليهم القرآن لا يسجدون } . وقال ابن العربي السجود في سورة الانشقاق قول المدنيين من أصحاب مالك ا ه .

قلت : وهو قول ابن وهب ولا خصوصية لهذه الآية بل ذلك في السجدات الثلاث الزائدة على الإِحدى عشرة وقد قال مالك في « الموطأ » بعد أن رَوى حديث أبي هريرة : " الأمر عندنا أن عزائم السجود إحدى عشرة سجدة ليس في المفصل منها شيء " وقال أبو حنيفة والشافعي : سجدات التلاوة أربع عشرة بزيادة سجدة سورة النجم وسجدة سورة الانشقاق وسجدة سورة العلق . وقال أحمد : هن خمس عشرة سجدة بزيادة السجدة في آخر الآية من سورة الحجّ ففيها سجدتان عنده .