تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

{ يَقُولُ الْإِنْسَانُ َ يَوْمَئِذ } حين يرى تلك القلاقل المزعجات : { أَيْنَ الْمَفَرُّ } أي : أين الخلاص والفكاك مما طرقنا وأصابنا{[1292]}  ?


[1292]:- في ب: والفكاك مما طرقنا وألم بنا.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

{ يَقُولُ الإنسان يَوْمَئِذٍ أَيْنَ المفر } أى : فإذا ما تم كل ذلك ، يقول الإِنسان فى هذا الوقت الذى يبرق فيه البصر ، ويخسف فيه القمر ، ويجمع فيه بين الشمس والقمر : أين المفر . أى : أين الفرار من قضاء الله - تعالى - ومن قدره وحسابه . فالمفر مصدر بمعنى الفرار . . والاستفهام بمعنى التمنى أى : ليت لى مكانا أفر إليه مما أراه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

وقوله : يَقُولُ الإنْسانُ يَوْمَئِذٍ أيْنَ المَفَرّ بفتح الفاء ، قرأ ذلك قرّاء الأمصار ، لأن العين في الفعل منه مكسورة ، وإذا كانت العين من يفعل مكسورة ، فإن العرب تفتحها في المصدر منه إذا نطقت به على مَفعَل ، فتقول : فرّ يفرّ مَفَرّا ، يعني فرّا ، كما قال الشاعر :

يا لَبَكْرٍ أَنْشِرُوا لي كُلَيْبا *** يا لَبَكْرٍ أيْنَ أيْنَ الْفِرَارُ

إذا أريد هذا المعنى من مفعل قالوا : أين المفرّ بفتح الفاء ، وكذلك المدبّ من دبّ يدبّ ، كما قال بعضهم :

كأنّ بَقايا الأَثْرِ فَوْقَ مُتُونِه *** مَدَبّ الدّبَى فَوْقَ النّقا وَهْوَ سارِح

وقد يُنشد بكسر الدال ، والفتح فيها أكثر ، وقد تنطق العرب بذلك ، وهو مصدر بكسر العين . وزعم الفرّاء أنهما لغتان ، وأنه سُمع : جاء على مَدبّ السيل ، ومِدبّ السيل ، وما في قميصه مَصحّ ومِصحّ . فأما البصريون فإنهم في المصدر يفتحون العين من مَفْعَل إذا كان الفعل على يَفعِل ، وإنما يُجيزون كسرها إذا أريد بالمفعل المكان الذي يفرّ إليه ، وكذلك المضرب : المكان الذي يضرب فيه إذا كُسرت الراء . ورُوِي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك بكسر الفاء ، ويقول : إنما المفرّ : مفر الدابة حيث تفرّ .

والقراءة التي لا أستجيز غيرها الفتح في الفاء من المَفرّ ، لإجماع الحجة من القرّاء عليها ، وأنها اللغة المعروفة في العرب إذا أريد بها الفرار ، وهو في هذا الموضع الفرار . وتأويل الكلام : يقول الإنسان يوم يعاين أهوال يوم القيامة : أين المفرّ من هول هذا الذي قد نزل ، ولا فرار .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

وقرأ جمهور الناس «أين المَفر » بفتح الميم والفاء على المصدر أي أين الفرار ، وقرأ ابن عباس والحسن وعكرمة وأيوب السختياني وكلثوم بن عياض ومجاهد ويحيى بن يعمر وحماد بن سلمة وأبو رجاء وعيسى وابن أبي إسحاق ، «أين المَفِر » بفتح الميم وكسر الفاء عل معنى أين موضع الفرار .

وقرأ الزهري : «أين المِفَر » بكسر الميم وفتح الفاء بمعنى أين الجيد من الفرار .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

و { يومئذٍ } ظرف متعلق ب { يقول } أيضاً ، أي يومَ إذْ يبرق البصر ويخسف القمر ويُجمع الشمس والقمر ، فتنوين ( إذ ) تنوين عِوض عن الجملة المحذوفة التي دَلت عليها الجملة التي أضيف إليها ( إذ ) .

وذُكر { يومئذٍ } مع أن قوله : { إذا بَرَقَ البصر } الخ مُغن عنه للاهتمام بذكر ذلك اليوم الذي كانوا ينكرون وقوعه ويستهزئون فيسألون عن وقته ، وللتصريح بأن حصول هذه الأحوال الثلاثة في وقت واحد .

و { الإِنسان } : هو المتحدَّث عنه من قوله : { أيحسب الإِنسان أن لن نجمع عظامه } [ القيامة : 3 ] ، أي يقول الإِنسان الكافر يومئذٍ : أي المفر .

و { المَفَر } : بفتح الميم وفتح الفاء مصدر ، والاستفهام مستعمل في التمني ، أي ليت لي فراراً في مكان نجاة ، ولكنه لا يستطيعه .

و { أين } ظرف مكان .