تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

فمما اقترحوه ، استعجالهم العذاب ، الذي أنذرهم به فقال : { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } وهذا ظلم منهم . فأي ملازمة بين صدقه ، وبين الإخبار بوقت وقوعه ؟ وهل هذا إلا رد للحق ، وسفه في العقل ؟ أليس النذير [ في أمر ] في أحوال الدنيا ، لو جاء قوما ، يعلمون صدقه ونصحه ، ولهم عدو ينتهز الفرصة منهم ويُعِدُّ لهم فقال لهم : تركت عدوكم قد سار ، يريد اجتياحكم واستئصالكم . فلو قال بعضهم : إن كنت صادقا ، فأخبرنا بأية ساعة يصل إلينا ، وأين مكانه الآن ؟ فهل يعد هذا القائل عاقلا ، أم يحكم بسفهه وجنونه ؟

هذا ، والمخبر يمكن صدقه وكذبه ، والعدو قد يبدو له غيرهم ، وقد تنحل عزيمته ، وهم قد يكون بهم منعة يدافعون بها عن أنفسهم ، فكيف بمن كذب أصدق الخلق ، المعصوم في خبره ، الذي لا ينطق عن الهوى ، بالعذاب اليقين ، الذي لا مدفع له ، ولا ناصر منه ؟ ! أليس رد خبره بحجة عدم بيانه وقت وقوعه من أسفه السفه ؟ "

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

ولما سلب{[56900]} عنهم العلم ، أتبعه دليله ، فقال معبراً بصيغة المضارعة الدال على ملازمة التكرير للإعلام بأنه على سبيل الاستهزاء لا الاسترشاد{[56901]} : { ويقولون } أي ما أرسلناك إلا على{[56902]} هذا الحال والحال{[56903]} أن المنذرين يقولون جهلاً منهم بعاقبة ما يوعدونه غير مفكرين به في وجه الخلاص منه والتفصي عنه في كل حين استهزاء{[56904]} منهم : { متى هذا الوعد } أي بالبشارة والنذارة في يوم الجمع وغيره فسموه وعداً زيادة في الاستهزاء{[56905]} . ولما كان قول الجماعة أجدر بالقبول ، وأبعد عن الرد من قول الواحد ، أشار إلى زيادة جهلهم بقوله : { إن كنتم } أي{[56906]} أيها النبي وأتباعه ! كوناً أنتم {[56907]}عريقون فيه{[56908]} { صادقين * } أي{[56909]} متمكنين في الصدق .


[56900]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: سبب.
[56901]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: استرشاد.
[56902]:زيد من ظ ومد.
[56903]:زيد من ظ وم ومد.
[56904]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[56905]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[56906]:زيد في الأصل: با، ولم تكن الزيادة في ظ وم ومد فحذفناها.
[56907]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: فيه عريقون.
[56908]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: فيه عريقون.
[56909]:زيد من ظ وم ومد.