الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِنَّكَ لَتَدۡعُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (73)

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم } قال : ما فيه عوج . ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لقي رجلاً فقال له « أسلم . فتعصب له ذلك وكبر عليه . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت لو كنت في طريق وعر وعث فلقيت رجلاً تعرف وجهه وتعرف نسبه فدعاك إلى طريق واسع سهل أكنت تتبعه ؟ قال : نعم . قال : فوالذي نفس محمد بيده إنك لفي أوعر من ذلك الطريق لو كنت فيه . وإني لأدعوك إلى أسهل من ذلك الطريق لو دعيت إليه » وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم « لقي رجلاً فقال له أسلم . فصعده ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت فتييك أحدهما إن حدث صدقك وإن أمنته أدى إليك ؟ والآخر إن حدث كذبك وإن ائتمنته خانك ؟ قال : بلى . فتاي الذي إذا حدثني صدقني وإذا أمنته أدى إلي . قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : كذاكم أنت عند ربكم » .