الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{مُسۡتَكۡبِرِينَ بِهِۦ سَٰمِرٗا تَهۡجُرُونَ} (67)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { تنكصون } قال : تستأخرون وفي قوله { سامرا تهجرون } قال : تسمرون حول البيت وتقولون هجراً .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { مستكبرين به } قال : بالبيت الحرام { سامرا } قال : كان سامرهم لا يخاف مما أعطوا من الأمن ، وكانت العرب تخاف سامرهم ويغزو بعضهم بعضاً ، وكان أهل مكة لا يخافون ذلك بما أعطوا من الأمن { تهجرون } قال : يتكلمون بالشرك والبهتان في حرم الله وعند بيته قال : وكان الحسن يقول : { سامرا تهجرون } كتاب الله ونبي الله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن { مستكبرين به } قال : بحرمي { سامراً تهجرون } قال : القرآن وذكري ورسولي .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { مستكبرين به } قال : بحرم الله ، إنه لا يظهر عليهم فيه أحد .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك { مستكبرين به سامراً تهجرون } قال : مستكبرين بحرمي ، { سامراً } فيه مما لا ينبغي من القول .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد { مستكبرين به } قال : بمكة بالبلد ( سامرا ) قال : مجالساً { تهجرون } ، بالقول السيئ في القرآن .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي صالح ، { مستكبرين به } قال : بالقرآن .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل { سامراً تهجرون } قال : كانوا يهجرون على اللهو والباطل ، قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الشاعر يقول :

وباتو بشعب لهم سامراً *** إذا خب نيرانهم أوقدوا

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : كانت قريش تسمر حول البيت ولا تطوف به ، ويفتخرون به ، فأنزل الله { مستكبرين به سامراً تهجرون } .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { سامراً تهجرون } قال : كانت قريش يستحلقون حلقاً يتحدثون حول البيت .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ { مستكبرين به سامراً تهجرون } قال : كان المشركون يهجرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القول في سمرهم » .

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { سامراً تهجرون } بنصب التاء ورفع الجيم .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه قرأ { سامراً تهجرون } وكانوا إذا سمروا هجروا في القول .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { سامراً تهجرون } قال : تهجرون الحق .

وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال : إنما كره السمر حين نزلت هذه الآية{ مستكبرين به سامرا تهجرون } قال : مستكبرين بالبيت ، تقولون : نحن أهله { تهجرون } قال : كانوا يهجرونه ولا يعمرونه .