نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِنَّكَ لَتَدۡعُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (73)

ولما كانت عظمة الملك مقتضية لتقبل ما أتى به والتشرف به على أيّ حال كان ، نبه على أنه حق يكسب قبوله الشرف لو لم يكن من عند الملك فكيف إذا كان من عنده ، فكيف إذا كان ملك الملوك ومالك الملك فكيف إذا كان الآتي به خالصة العباد وأشرف الخلق ، كما قام عليه الدليل بنفي هذه المطاعن كلها ، فقال عاطفاً على { آتيناهم } : { وإنك } أي مع انتفاء هذه المطاعن كلها { لتدعوهم } أي بهذا الذكر مع ما قدمنا من الوجوه الداعية إلى اتباعك بانتفاء جميع المطاعن عنك وعما جئت به { إلى صراط مستقيم* } لا عوج فيه ولا طعن أصلاً كما تشهد به العقول الصحيحة ، فمن سلكه أوصله إلى الغرض فحاز كل شرف ،