{ إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الأولين } أي ما هذا الذي جئتنا به ، ودعوتنا إليه من الدين إلاّ خلق الأوّلين : أي عادتهم التي كانوا عليها . وقيل المعنى : ما هذا الذي نحن عليه إلاّ خلق الأوّلين وعادتهم ، وهذا بناء على ما قاله الفراء وغيره : إن معنى { خُلُقُ الأولين } عادة الأوّلين . قال النحاس : خلق الأوّلين عند الفراء بمعنى عادة الأوّلين . وحكى لنا محمد بن الوليد عن محمد بن يزيد قال { خُلُقُ الأولين } مذهبهم وما جرى عليه أمرهم . والقولان متقاربان . قال : وحكى لنا محمد بن يزيد أن معنى { خُلُقُ الأولين } تكذيبهم . قال مقاتل : قالوا ما هذا الذي تدعونا إليه إلاّ كذب الأوّلين . قال الواحدي : وهو قول ابن مسعود ومجاهد . قال : والخلق والاختلاق الكذب ، ومنه قوله : { وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } [ العنكبوت : 17 ] . قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب : { خلق الأوّلين } بفتح الخاء ، وسكون اللام . وقرأ الباقون بضم الخاء واللام . قال الهروي : معناه على القراءة الأولى : اختلاقهم وكذبهم . وعلى القراءة الثانية : عادتهم ، وهذا التفصيل لا بدّ منه . قال ابن الأعرابي : الخلق الدين ، والخلق الطبع ، والخلق المروءة . وقرأ أبو قلابة بضم الخاء ، وسكون اللام ، وهي تخفيف لقراءة الضم لهما ، والظاهر أن المراد بالآية هو قول من قال : ما هذا الذي نحن عليه إلا عادة الأوّلين وفعلهم ، ويؤيده قولهم : { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.