تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡوَهَّابِ} (9)

1

9-{ أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب } .

هل هم يملكون خزائن رحمة الله القوي الغالب الوهّاب ، كثير العطاء والهبات ؟

لقد اختار الله محمدا لرسالته وعطائه ، فأعطاه الوحي والرسالة ، وليس لهم أن يعترضوا على عطاء الله لأحد خلقه ، لأن الله هم المالك ، وخزائنه ملء السماوات والأرض ، والاستفهام في الآية إنكاري ، أي : إذا كانوا لا يملكون خزائن رحمة الله القوي القادر الوهاب ، فليقفوا عند حدودهم ، ولا يعترضوا على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يقترحوا أن تكون الرسالة إلى أحد أثرياء مكة أو الطائف .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡوَهَّابِ} (9)

{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبّكَ العزيز الوهاب } في مقابلة قوله سبحانه : { أَأنزِلَ } [ ص : 8 ] الخ ، ونظيره في رد نظيره { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ } ] [ الزخرف : 32 ] وأم منقطعة مقدرة ببل والهمزة ، والمراد بالعندية الملك والتصرف لا مجرد الحضور .

وتقديم الظرف لأنه محل الإنكار أي بل أيملكون خزائن رحمته تعالى ويتصرفون فيها حسبما يشاؤن حتى أنهم يصيبون بها من شاؤا ويصرفونها عمن شاؤا ويتحكمون فيها بمقتضى رأيهم فيتخيروا للنبوة بعض صناديدهم .

وإضافة الرب إلى ضميره صلى الله عليه وسلم للتشريف واللطف به عليه الصلاة والسلام ، والعزيز القاهر على خلقه ، والوهاب الكثير المواهب المصيب بها مواقعها ، وحديث العزة والقهر يناسب ما كانوا عليه من ترفعهم بالنبوة عنه صلى الله عليه وسلم تجبراً .

والمبالغة في الوهاب من طريق الكمية تناسب قوله تعالى : { خَزَائِنِ } وتدل على حرمان لهم عظيم ، وفي ذلك إدماج أن النبوة ليست عطاء واحداً بالحقيقة بل يتضمن عطايا جمة تفوت الحصر وهي من طريق الكيفية المشار إليها بإصابة المواقع للدلالة على أن مستحق العطاء ومحله من وهب ذلك وهو النبي صلى الله عليه وسلم وفي الوصف المذكور أيضاً إشارة إلى أن النبوة موهبة ربانية

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡوَهَّابِ} (9)

{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ } : فيعطون منها من شاءوا ، ويمنعون منها من شاءوا ، حيث قالوا : { أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا } أي : هذا فضله تعالى ورحمته ، وليس ذلك بأيديهم حتى يتحجروا على اللّه .