تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابٗا شَدِيدٗا وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (27)

25

27- { فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون } .

فوالله لنذيقن هؤلاء الكفار المستهزئين بالقرآن عذابا شديدا لا يخفّ ولا ينقطع ، ولنجزينهم بشرّ أعمالهم وسيء فعالهم أسوأ وأقبح الجزاء .

قال الجمل في حاشيته :

وفي هذا تعريض بمن لا يكون عند سماعه لكلام الله خاضعا خاشعا متفكرا متدبرا ، وتهديد ووعيد شديد لمن يصدر عنه عند سماعه ما يشوش على القارئ ، ويخلط عليه القراءة ، فانظر إلى عظة القرآن المجيد ، وتأمّل في هذا التغليظ والتشديد ، واشهد لمن عظّمه وأجلّ قدره ، وألقى إليه السمع وهو شهيد - بالفوز العظيم ا ه .

وفي المقابل نجد أن الله تعالى أمر عباده المؤمنين بالاستماع للقرآن والإنصات له .

قال تعالى : { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له ، وأنصتوا لعلكم ترحمون } . ( الأعراف : 204 ) .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابٗا شَدِيدٗا وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (27)

{ فَلَنُذِيقَنَّ الذين كَفَرُواْ } أي فوالله لنذيقن هؤلاء القائلين ، والإظهار في مقام الإضمار للإشعار بالعلية أو جميع الكفار وهم يدخلون فيه دخولاً أولياً .

{ عَذَاباً شَدِيداً } لا يقادر قدره { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الذى كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي جزاء سيآت أعمالهم التي هي في أنفسها أسوأ فأفعل للزيادة المطلقة ، وقيل : إنه سبحانه لا يجازيهم بمحاسن أعمالهم كإغاثة الملهوفين وصلة الأرحام وقرى الأضياف لأنها محبطة بالكفر ، والعذاب إما في الدارين أو في إحداهما ، وعن ابن عباس عذاباً شديداً يوم بدر وأسوأ الذي كانوا يعملون في الآخرة .