تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ} (32)

19

المفردات :

لأماناتهم وعهدهم راعون : لا يخلّون بشيء مما اؤتمنوا عليه ، ولا مما أعطوا عليه العهد للوفاء به .

التفسير :

31- والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون .

هم يحافظون على الأمانة بالعهود ، وقد تكررت توصية القرآن الكريم والسنّة المطهرة بالمحافظة على الأمانة والوفاء بالعهد .

قال تعالى : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل . . . ( النساء : 58 ) .

والأمانة الكبرى هي طاعة الله وعدم الشرك به ، والالتزام بنواميس الإسلام وفرائضه ، وأركانه وآدابه ، فالصلاة أمانة ، والكيل أمانة ، والوزن أمانة ، وكذلك الزكاة والصيام والحج ، وسائر شعائر الإسلام .

قال تعالى : إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان . . . ( الأحزاب : 82 ) .

وقال تعالى : وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا . ( الإسراء : 34 ) .

وقال تعالى : والموفون بعدهم إذا عاهدوا . . . ( البقرة : 177 ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الناس ، اضمنوا لي ستّا أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا عاهدتم ، وأدّوا الأمانة إذا اؤتمنتم ، وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وكفّوا أيديكم )x .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ} (32)

{ والذين هُمْ لأماناتهم وَعَهْدِهِمْ راعون } لا يخلون بشيء من حقوقها وكأنه لكثرة الأمانة جمعت ولم يجمع العهد قبل إيذاناً بأنه ليس كالأمانة كثرة وقيل لأنه مصدر ويدل على كثرة الأمانة ما روى الكلبي كل أحد مؤتمن على ما اقترض عليه من العقائد والأقوال والأحوال والأفعال ومن الحقوق في الأموال وحقوق الأهل والعيال وسائر الأقارب والمملوكين والجار وسائر المسلمين وقال السدي أن حقوق الشرع كلها أمانات قد قبلها المؤمن وضمن أداءها بقبول الإيمان وقيل كل ما أعطاه الله تعالى للعبد من الأعضاء وغيرها أمانة عنده فمن استعمل ذلك في غير ما أعطاه لأجله وأذن سبحانه له به فقد خان الأمانة والخيانة فيها وكذا الغدر بالعهد من الكبائر على ما نص غير واحد وقد روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر مرفوعاً أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وأخرج البيهقي في «شعب الإيمان » عن أنس قال ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له وقرأ ابن كثير لأمانتهم بالإفراد على إرادة الجنس .