تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

المفردات :

برق البصر : دهش وتحيّر مما رأى فزعا مما رأى من أهوال يوم القيامة .

خسف القمر : ذهب ضوءه .

وجمع الشمس والقمر : في الطلوع من المغرب مظلمين .

أين المفر : المهرب من العذاب أو الهول .

التفسير :

7 ، 8 ، 9 ، 10- فإذا برق البصر* وخسف القمر* وجمع الشمس والقمر* يقول الإنسان يومئذ أين المفر .

إذا فوجئ الإنسان بأهوال القيامة ، وقف وانبهر ، وتخشع وتحارّ من شدة الأهوال ، ومن عظم ما نشاهده يوم القيامة من أمور ، ومنه قول ذي الرمّة :

ولو أن لقمان الحكيم تعرضت *** لعينيه من سافرا كاد يبرق

وخسف القمر .

ذهب ضوءه وانطمس نوره .

وجمع الشمس والقمر .

حيث تطلع الشمس من مغربها ، وكذلك القمر ، ولا ضوء للشمس ولا للقمر في ذلك الحين .

يقول الإنسان يومئذ أين المفر .

عندما يشاهد الإنسان هذه العلامات الكبرى ، التي تزلزل الوجدان والفؤاد ، يبحث عن مهرب خوفا من الله تعالى ، أو خوفا من جهنم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

قوله : { يقول الإنسان يومئذ أين المفر } في هذه الأهوال الرعيبة من أحداث الكون المزلزل المضطرب في يوم القيامة وما يأتي على الوجود كله من شديد القوارع الجسام والبلايا العظام – في هذه الأجواء من غواشي الفزع والذهول والارتياع ، ينادي الإنسان نداء الذاهل المتلجلج المذعور { أين المقر } أين الملجأ والمناص ، أين الفرار من الله سبحانه . وذلك إذا أيقن أنه خاسر بسبب تفريطه في جنب الله أو أين الفرار من جهنم إذا عاينها ورآها تتأجج وتستعر . وذلك قول الكافر الخاسر لا محالة ، لما يغشاه من فرط الحسرة واليأس المطبق . وقد يقول المؤمن ذلك كذلك إذا عاين أحداث الكون المتزلزل المضطرب لا جرم أن يتملكه الدهش والفزع .