تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ} (7)

4

التفسير :

7- { يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم } .

يا أيها الذين اختاروا الإيمان ، أن تنصروا دين الله وشرعه والجهاد في سبيله ، فإن الله تعالى ينصركم على أعدائكم ، ويثبت أقدامكم في مواطن الحرب ، أو على محجة الإسلام ، ويمدكم دائما بالتمسك بالطاعة والتوفيق .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ} (7)

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله } أي : دينه ورسوله ، { ينصركم } على عدوكم ، { ويثبت أقدامكم } عند القتال .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ} (7)

قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم " أي إن تنصروا دين الله ينصركم على الكفار . نظيره : " ولينصرن الله من ينصره " [ الحج : 40 ] وقد تقدم{[13910]} . وقال قطرب : إن تنصروا نبي الله ينصركم الله ، والمعنى واحد . " ويثبت أقدامكم " أي عند القتال . وقيل على الإسلام . وقيل على الصراط . وقيل : المراد تثبيت القلوب بالأمن ، فيكون تثبيت الأقدام عبارة عن النصر والمعونة في موطن الحرب . وقد مضى في " الأنفال " {[13911]} هذا المعنى . وقال هناك : " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا " {[13912]} [ الأنفال : 12 ] فأثبت هناك واسطة ونفاها هنا ، كقوله تعالى : " قل يتوفاكم ملك الموت " {[13913]} [ السجدة : 11 ] ثم نفاها بقوله : " الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم " {[13914]} [ الروم : 40 ] . " الذي خلق الموت والحياة " {[13915]} [ الملك : 2 ] ومثله كثير ، فلا فاعل إلا الله وحده .


[13910]:راجع ج 12 ص 72.
[13911]:راجع ج 7 ص 377.
[13912]:راجع ج 7 ص 377.
[13913]:آية 11 سورة السجدة.
[13914]:آية 40 سورة الروم.
[13915]:آية 2 سورة الملك.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ} (7)

ولما ذكر القتال ، تشوف السامع إلى حال المقاتل من النصر والخذلان فأجاب بما يعرف بشرط النصر فقال : { يا أيها الذين آمنوا } أي أقروا بذلك وإن كان في أدنى الدرجات بما أشعرت به أداة البعد والصلة بالماضي { إن تنصروا الله } أي يتجدد {[59414]}لكم نية{[59415]} مستمرة وفعل دائم على نصرة دين الملك الأعظم بإيضاح أدلته وتبيينها وتوهية شبه أهل الباطل وقتالهم ، ويكون ذلك خالصاً له لا لغيره من النيات الفاسدة المعلولة بطلب الدنيا أو الشهرة بالشجاعة والعلم وطيب الذكر الغضب للأهل وغير ذلك { ينصركم } فإنه الناصر لا غيره من عدد أو عدد{[59416]} فيقمع أعداء الدين بأيديكم .

ولما كان النصر قد يكون مع العجز والكسل والجبن والفشل بين أنه يحميهم من ذلك فقال : { ويثبت أقدامكم * } أي تثبيتاً عظيماً بأن يملأ قلوبكم سكينة {[59417]}واطمئناناً وأبدانكم قوة وشجاعة{[59418]} في حال القتل ووقت البحث والجدال ، وعند مباشرة جميع الأعمال ، فتكونوا عالين قاهرين-{[59419]} في غاية ما يكون من طيب النفوس وانشراح الصدور ثقة بالله واعتزازاً به وإن تمالأ عليكم أهل الأرض .


[59414]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: ذلك منكم بنية.
[59415]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: ذلك منكم بنية.
[59416]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عدو.
[59417]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59418]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59419]:زيد من م ومد.