روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ} (7)

{ يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ الله } أي دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم لا على أن الكلام على تقدير مضاف بل على أن نصرة الله فيه تجوز في النسبة فنصرته سبحانه نصرة رسوله ودينه إذ هو جل شأنه وعلا المعين الناصر وغيره سبحانه المعان المنصور { يَنصُرْكُمُ } على أعدائكم ويفتح لكم { وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ } في مواطن الحرب ومواقفها أو على محجة الإسلام ، والمراد يقويكم أو يوفقكم للدوام على الطاعة .

/ وقرأ المفصل عن عاصم { وَيُثَبّتْ } مخففاً .

ومما قاله بعض أرباب الإشارة : في بعض الآيات : { يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ الله يَنصُرْكُمْ } [ محمد : 7 ] نصرة الله تعالى من العبد على وجهين صورة ومعنى ، أما نصرته تعالى في الصورة فنصرة دينه جل شأنه بإيضاح الدليل وتبيينه وشرح فرائضه وسننه وإظهار معانيه وأسراره وحقائقه ثم بالجهاد عليه وإعلاء كلمته وقمع أعدائه ، وأما نصرته في المعنى فبا فناء الناسوت في اللاهوت ، ونصرة الله سبحانه للعبد على وجهين أيضاً صورة ومعنى ، أما نصرته تعالى للعبد في الصورة فبإرسال الرسل وإنزال الكتب وإظهار المعجزات والآيات وتبيين السبل إلى النعيم والجحيم ، ثم بالأمر بالجهاد الأصغر والأكبر وتوفيق السعي فيهما طلباً لرضاه عز وجل ، وأما نصرته تعالى له في المعنى فبافناء وجوده في وجوده سبحانه بتجلي صفات جماله وجلاله