الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ} (7)

قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم " أي إن تنصروا دين الله ينصركم على الكفار . نظيره : " ولينصرن الله من ينصره " [ الحج : 40 ] وقد تقدم{[13910]} . وقال قطرب : إن تنصروا نبي الله ينصركم الله ، والمعنى واحد . " ويثبت أقدامكم " أي عند القتال . وقيل على الإسلام . وقيل على الصراط . وقيل : المراد تثبيت القلوب بالأمن ، فيكون تثبيت الأقدام عبارة عن النصر والمعونة في موطن الحرب . وقد مضى في " الأنفال " {[13911]} هذا المعنى . وقال هناك : " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا " {[13912]} [ الأنفال : 12 ] فأثبت هناك واسطة ونفاها هنا ، كقوله تعالى : " قل يتوفاكم ملك الموت " {[13913]} [ السجدة : 11 ] ثم نفاها بقوله : " الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم " {[13914]} [ الروم : 40 ] . " الذي خلق الموت والحياة " {[13915]} [ الملك : 2 ] ومثله كثير ، فلا فاعل إلا الله وحده .


[13910]:راجع ج 12 ص 72.
[13911]:راجع ج 7 ص 377.
[13912]:راجع ج 7 ص 377.
[13913]:آية 11 سورة السجدة.
[13914]:آية 40 سورة الروم.
[13915]:آية 2 سورة الملك.