تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب} (8)

المفردات :

فإذا فرغت : من عبادة أدّيتها .

فانصب : فاجتهد وأتعبها بعبادة أخرى ، أو بعمل آخر .

فارغب : فاجعل رغبتك في جميع شئونك .

التفسير :

7 ، 8- فإذا فرغت فانصب* وإلى ربك فارغب .

إذا فرغت من شئون الدنيا وأمرها فأتبع ذلك بالنّصب والتّعب في شئون الآخرة ، وارغب إلى الله في عبادتك وصلاتك ومناجاتك وتبتّلك ، وقم إلى العبادة نشيطا فارغ البال ، وأخلص لربك النية والرغبة .

وقيل : إذا فرغت من الصلاة المفروضة فانصب في صلاة النافلة ، أو في الدعاء والاستغفار .

وإلى ربك فارغب . اجعل نيتك ورغبتك إلى الله عز وجل .

وقد سار النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الهدي الكريم ، فكان نموذجا يحتذى في عمله ، وقيام الليل ، وتدريب المسلمين وقيادة الجيوش ، وتربية الصحابة والصحابيات ، وقد اقتدى به أصحابه من بعده ، فكانوا خير أمة أخرجت للناس .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إني لأكره لأحدكم أن يكون خاليا ، لا في عمل دنيا ولا دين .

وقال عمر أيضا : إني لأنظر إلى الرجل فيعجبني ، فإذا قيل إنه لا عمل له سقط من عيني .

ختام السورة:

تم بحمد الله تعالى تفسير سورة ( الشرح ) ، ونسأله سبحانه وتعالى العون والتوفيق والفتوح ، إنه نعم المولى ونعم النصير .

i التفسير الفريد للقرآن المجيد للدكتور محمد عبد المنعم الجمال . ص 3325 .

ii في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب 30/189 .

iii أن المؤمن يرى ذنوبه :

روى الترمذي في صفة القيامة والرقائق ( 2497 ) وأحمد في مسنده ( 3622 ) من حديث عبد الله بلفظ : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع . . . الحديث .

iv انظر تفسير المراغي ، وتفسير جزء عم للشيخ محمد عبده ، وتفسير جزء عم للشيخ محيى الدين عبد الحميد ، وقد رجح هذا الرأي د . محمد سيد طنطاوي في تفسيره الوسيط ، وكذلك التفسير الوسيط بإشراف مجمع البحوث الإسلامية ص 1954 .

v تفسير المراغي ، أحمد مصطفى المراغي ، الجزء الثلاثون ص 189 .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب} (8)

شرح الكلمات :

{ وإلى ربك فارغب } : أي فاضرع إليه راغبا فيما عنده من الخيرات والبركات .

المعنى :

وقوله إلى ربك فارغب ارغب بعد كل عمل تقوم به في مثوبة ربك وعطائه وما عنده من الفضل والخير إذ هو الذي تعمل له وتنصب من أجله فلا ترغب في غيره ولا تطلب سواه .

من الهداية :

- بيان أن حياة المؤمن ليس فيها لهو ولا باطل ولا فراغ لا عمل فيه أبدا ولا ساعة من الدهر قط وبرهان هذه الحقيقة أن المسلمين من يوم تركوا الجهاد والفتح وهم يتراجعون إلى الوراء في حياتهم حتى حكمهم الغرب وسامهم العذاب والخسف حتى المسخ والنسخ وقد مسخ إقليم الأندلس ومسخت أقاليم في بلاد الروس والصين حتى الأسماء غيّرت .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب} (8)

{ وإلى ربك } أي المحسن إليك بما ذكر في هاتين السورتين خاصة { فارغب * } أي بالسؤال لأنه القادر وحده كما قدر على تربيتك فيما مضى وحده ، لأنه المختص بالعظمة ، فلا قدرة أصلاً إلا لمن يعطيه ما يريده منها ، والرغب شعار العبد دائماً في كل حال أي افعل ذلك { ألم نشرح لك صدرك ؟ } فقد اتصل هذا الآخر بالأول اتصال المعلول بالعلة ، ولاءم ما بعدها بذلك أيضاً بعينه ملاءمة الشمس بالأهلة ، وآخر هذه السورة مشير إلى الاجتهاد في العبادة عند الفراغ من جهاد الكفار في جزيرة العرب بعد انقضاء ما يوازي عدد آي هذه السورة من السنين بعد الهجرة ، وهي ثمان ، رغبة في الأخرى التي هي خير من الأولى ، إشارة إلى قرب الأجل بما أشارت إليه سورة النصر - كما سيأتي إن شاء الله تعالى .

ختام السورة:

فقد اتصل هذا الآخر بالأول اتصال المعلول بالعلة ، ولاءم ما بعدها بذلك أيضاً بعينه ملاءمة الشمس بالأهلة ، وآخر هذه السورة مشير إلى الاجتهاد في العبادة عند الفراغ من جهاد الكفار في جزيرة العرب بعد انقضاء ما يوازي عدد آي هذه السورة من السنين بعد الهجرة ، وهي ثمان ، رغبة في الأخرى التي هي خير من الأولى ، إشارة إلى قرب الأجل بما أشارت إليه سورة النصر - كما سيأتي إن شاء الله تعالى .