تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

التفسير :

21- وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون .

وإذا قرئ عليهم القرآن لا يخضعون لأوامره ، ولا يستجيبون لتوجيهاته ، وفيه ما يأخذ بالألباب ، وما يقنع العقل والنفس ، وما يذكّر الناس بربهم وبالكون من حولهم ، وبالقيامة وبالآخرة التي تنتظرهم ، إن هذا الكون جميل ، وقد عرض القرآن جوانب منه ، وإن هذا القرآن رائع يأخذ بالألباب ، ويرشد إلى الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ، وعند هذه الآية سجد النبي صلى الله عليه وسلم وسجد المؤمنون ، فهي آية سجدة .

وفي القرآن أربع عشرة آية نسجد عندها امتثالا لأمر الله تعالى ، وعند سجدة التلاوة نسبّح الله كما نسبحه في السجود ، سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات أو خمس مرات ، ثم نقول : سجد وجهي للذي خلقه وصوّره ، وشقّ سمعه وبصره ، فتبارك الله أحسن الخالقين ، اللهم اكتب لي بها أجرا ، وامح بها عني وزرا ، وادخرها لي عندك ذخرا ، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

{ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } هذا موضع سجدة عند الشافعي وغيره لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها وليست عند مالك من عزائم السجدات .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

{ وإذا قرىء } أي من أي قارىء كان { عليهم القرآن } أي الجامع لكل ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم الفارق بين كل ملتبس {[72426]}من الحرام والحلال وغير ذلك{[72427]} { لا يسجدون * } أي يخضعون{[72428]} بالقلب ويتذللون للحق بالسجود اللغوي فيسجدون بالقالب السجود الشرعي لتلاوته لأنه ملك الكلام ، قد أبان{[72429]} عن معارف لا تحصر ، مع الشهادة لنفسه بإعجازه أنه من عند الله ، ليس لهم في ذلك عذر إلا الجهل أو العجز ، ولا جهل مع القرآن ولا عجز مع القوة والاختيار .


[72426]:سقط ما بين الرقمين من م.
[72427]:سقط ما بين الرقمين من م.
[72428]:من ظ و م، وفي الأصل: لا يخضعون.
[72429]:من ظ و م، وفي الأصل: بأن.