تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ} (84)

75

المفردات :

لولا : حرف يفيد الحث على حصول ما بعده على سبيل الاستحسان أو الوجوب .

الحلقوم : تجويف خلف تجويف الفمّ ، وفيه ست فتحات : فتحة الفم الخلفية ، وفتحتا

التفسير :

83 ، 84- { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ } .

في آيتين سابقتين استفهم منهم استفهاما إنكاريا على تكذيبهم بالقرآن ، وكفرهم بنعمة الله وعدم شكره ، حين قال سبحانه : { أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } . ( الواقعة : 81-82 ) .

وهنا يتحدّاهم ، ويذكر عجزهم وضعفهم أمام ظاهرة معلومة ، حين تبلغ روح القريب لهم الحلقوم ، ويقترب الموت ، ويظهر العجز والضعف ، ويلتفّ حول الميت أقاربه وأحبابه ينظرون إليه وهو يعالج سكرات الموت ، ولا يستطيعون دفعه عنه ، مما يدلّ على عجز الإنسان ، وأنه مقهور مربوب للقدرة العليا التي تخلق وتوجد ، وتنفخ الروح ، وتميت الميّت ، وتدعو الإنسان على الاعتبار .

قال تعالى : { كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ } . ( القيامة : 26-30 ) .

جاء في التفسير الوسيط للأزهر بتصرف ما يأتي :

والروح : جسم لطيف سار في البدن سريان الماء في العود الأخضر ، وفي حياة الإنسان يتحرك ويدخل ويخرج ، ويقوم ويقعد ، ويأمر وينهى ، ويبيع ويشتري ، فإذا بلغت الروح الحلقوم حان الحين ، وظهر العجز ، ودنا الأجل ، والميت يجود بنفسه ، وأقاربه حوله يشاهدون ما يقاسيه من سكرات الموت وغمراته . أ ه .

   
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ} (84)

قوله تعالى : { وأنتم حينئذ تنظرون } يريد وأنتم يا أهل الميت تنظرون إليه متى تخرج نفسه . وقيل : معنى قوله { تنظرون } أي إلى أمري وسلطاني لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئاً .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ} (84)

{ وأنتم } يا أصحاب الميت { حينئذ تنظرون } اليه وهو في النزع

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ} (84)

" وأنتم حينئذ تنظرون " أمري وسلطاني . وقيل : تنظرون إلى الميت لا تقدرون له على شيء . وقال ابن عباس : يريد من حضر من أهل الميت ينتظرون متى تخرج نفسه . ثم قيل : هو رد عليهم في قولهم لإخوانهم " لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا{[14685]} " [ آل عمران : 156 ] أي فهل ردوا روح الواحد منهم إذا بلغت الحلقوم . وقيل : المعنى فهلا إذا بلغت نفس أحدكم الحلقوم عند النزع وأنتم حضور أمسكتم روحه في جسده ، مع حرصكم على امتداد عمره ، وحبكم لبقائه . وهذا ردا لقولهم : " نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر{[14686]} " [ الجاثية :24 ] . وقيل : هو خطاب لمن هو في النزع ، أي إن لم يك ما بك من الله فهلا حفظت على نفسك الروح .


[14685]:راجع جـ 4 ص 246.
[14686]:راجع جـ 16 ص 170.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ} (84)

{ وأنتم } أي والحال أنكم أيها العاكفون حول المحتضر المتوجعون له { حينئذٍ } أي حين إذ بلغت الروح ذلك الموضع .

ولما كان بصرهم لكونه لا ينفذ في باطن كالعدم قال{[62289]} : { تنظرون * } أي ولكم وصف التحديق إليه ولا حيلة لكم ولا فعل بغير النظر ، ولم يقل : تبصرون ، لئلا يظن أن لهم إدراكاً بالبصر لشيء{[62290]} من البواطن{[62291]} من حقيقة الروح وغيرها نحوها


[62289]:- زيد ولابد منه.
[62290]:- من ظ، وفي الأصل: بالبواطن.
[62291]:- من ظ، وفي الأصل: بالبواطن.